تعالى من هذه البييضات أكثر من الثلاثمائة ، والحيوانات المنوية يقذف منها في كل مرة أربعمائة مليون ، وكل واحد من هذه قادرة على أنْ ينجب ان وصل إلى البييضة ، فهذه طبيعة الخلقة (١).
وقد تقدم في المسألة السابقة أنّه لا منافاة بين هذه الحياة وبين ما يقول به المسلمون من الحياة الحادثة بعد الاَربعة الاَشهر من الحمل ، فإنّ الاَُولى حياة غير انسانية والثانية حياة انسانية ناشئة عن الروح الانسانية ، وقد اشار الامام الباقر عليه السلام في صحيح زرارة المتقدّم في اواسط هذه المسألة إلى هاتين الحياتين معاً ، وقد أشار إليه أيضاً في رواية سعيد بن المسيب التابعي عن الاِمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام المروية في الكافي والتهذيب حينما يشرح مراحل الجنين وحدودها ومقدار الدية ، حتى قال عليه السلام : فان طرحته وهي نسمة مخلقة له عظم ولحم مرتب الجوارح وقد نفخ فيه روح العقل فان عليه دية كاملة.
قلت له : أرأيت تحوله في بطنها من حال إلى حال ، أبروح كان ذلك أم بغير روح؟ قال : بروح عدا ( غذاء ـ يب ) الحياة القديم المنقول في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، ولولا أنّه كان فيه روح عدا الحياة (٢) ما تحول من حال بعد حال في الرحم وما كان اذن على من قتله دية وهو في
__________________
(١) ص ٢٨٠ الانجاب في ضوء الاسلام. ولكن قال بعض آخر : كل دفعة من الافراغ للمني يكون فيه من الحيوانات المجهرية التي تشابه العلقة ثلاثمائة واثني عشر مليون ومائة وثمانون ألف كما عن جماعة من المكتشفين كما ان في المرأة في مبيضها ثلاثمائة ألف بيضة قابلة للاخصاب أقول لاحظ القولين حتى تعلم ان كل ما يقوله الاَطباء ـ وكذا سائر العلماء ـ ليس بصحيح ولا يجوز قبوله باسم العلم الجديد من دون تحقيق وتثبت.
(٢) هكذا في جامع الاحاديث ص ٤٧٦ ج ٢٦ نقلاً عن الكافي والتهذيب لكن في نسختي من التهذيب ص ٢٨٢ ج ١٠ : روح غذاء الحياة.