مجيئها للنهي مرّة وللدعاء مرة أخرى وبغير ذلك من المعاني (١) ولاريب في أنّ الاختلاف في معاني ( لا ) الناهية ناتج عن دلالات الكلام أصلاً وللنهي صيغة واحدة وهي أداة ( لا ) الجازمة التي يطلب بها ترك الفعل أو النهي عن إيجاده (٢) ويسميها بعضهم ( لا ) الطلبية « يشمل النهي وغيره » (٣) ويعقبها دائماً الفعل المضارع الذي بدخول ( لا ) عليه تجزمه وتخلصه للاستقبال (٤). وجوّز المالقي دخول ( لا ) الناهية على الفعل الماضي فيكون عندها دالّاً على الاستقبال كما في قوله « لا غفر الله لزيد ولارحمه » (٥) ولا يري البحث لذلك شاهداً قرآنياً ولم ترد له صورة في القرآن الكريم وما جاء في الكتاب العزيز هو ( لا ) الدعائية الطلبية الناهية وفعل الدعاء المضارع في أربعة وعشرين موضعاً (٦)
__________________
وخصوصاً فيما يتعلّق بالمباحث اللفظية التي منها الأوامر والنواهي لذلك جعل اختصاص أهل الأصول بمعاني الكلام ويضيف « والنظر في المعاني لهم ـ أي للأصوليين ـ وحظ النحوي النظر في الألفاظ والتكلّم في المعاني لهم بالانجرار فينبغي أن يترك لهم يحقّقونه » ظ : رصف المباني : ١٦٩ كذلك ٢٢٩ ـ ٢٣٠.
(١) ظ : الأزهية في علم الحروف / الهروي : ١٥٨ ـ ١٥٩ رصف المباني : ٢٦٨ المقتضب ١٣٥ : ٢.
(٢) ظ : شرح الكافية ٢٥٢ : ٢.
(٣) البرهان ٣٥٥ : ٤ الجنى الداني : ٣٠٦.
(٤) ظ : معاني القرآن وإعرابه / الزجاج ٢٤٥ : ١ المرتجل / ابن الخشاب : ٢١٤ ـ ٢١٥ مغني اللبيب ٢٤٦ : ١.
(٥) رصف المعاني : ٢٦٩.
(٦) ذهب الأستاذ عضيمة إلى أنّ الدعاء على صيغة النهي جاء في ثلاثة عشر موضعاً ظ : دراسات لأسلوب القرآن الكريم ٥١٨ : ٢ وعد الطحان ستّة عشر