وحمل ضمنها موضع واحد في أحد وجوه إعرابه على الدعاء وهو قوله تعالى : ( ... فلا يؤمنوا ... ) (١) فيمكن أن تكون (لا) الطلبية ـ خرجت للدعاء ـ والفعل المضارع بعد ها مجزوم بها (٢) جاء في مجاز القرآن (فلا يؤمنوا) جزم لأنّه دعاء عليهم أي « فلا يؤمنن » (٣)
واختارالجزم على الدعاء الطبري وعلّل اختياره ذلك بما سبقه من « دعاء وذلك قوله : ( ربّنا اطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم ) فإلحاق قوله : ( فلا يؤمنوا ) إذ كان سياق ذلك بمعناه أشبه وأولي » (٤). وعدّ البحث النهي الصادر عن النبي موسى إلى العبد الصالح الخضر دعاء (٥) قال تعالى على لسان موسى : ( قال لا تؤاخذني
__________________
موضعاً جاء فيها الدعاء على صيغة النهي صيغ الأمر والنهي في القرآن الكريم : ٢٠٠ في حين جعلها أحمد الجبور : في ثلاثة وعشرين موضعاً : أساليب المجاز في القرآن الكريم : ٥٤٢ وماخرج عن الدعاء من صيغ النهي في الواقع أربعة وعشرون موضعاً ضمنها قوله : ( فلا يؤمنون ) [سورة يونس : ١٠ / ٨٨].
(١) سورة يونس : ١٠ / ٨٨.
(٢) ظ : معاني القرآن / الفراء ٤٧٧ : ١ اكشاف ٣٦٥ : ٢ التبيان في إعراب القرآن : ٦٥٨ البيان في غريب إعراب القرآن ٤٢٠ : ١.
(٣) مجاز القرآن / أبو عبيدة ٢٨١ : ١.
(٤) جامع البيان ١٦٠ : ١١.
(٥) لا يجوزأن نطلق على الأمر الصادر من الأذني إلى الأعلى (بين المخلوقيين) لفظ الدعاء فالفهم الخالص للدعاء يوجب الاعتقاد باختصاص الله جلّ وعلا به ولا يتوجهبالدعاء إلاّ إليه تبارك اسمه وإذا صحّ ما ذهب إليه البلاغيون من أن الأمر من الأدني إلى الأعلى يكون على سبيل الدعاء فيجب ههنا أن نقيده ب (دعاء الالتماس) لنخرجه عن الدعاء الخالص لله سبحانه أمّا حجتنا في ذلك فهي كون الأمر الصادر من الأذني إلى الأعلى يوصف بالدعاء هذا من جهة ومن