في شهادة مسلم بن عقيل عليهالسلام
لما جيء بسلم بن عقيل إلى قصر الأمارة مكتوفاُ التفت إلى محمد بن الأشعث وقال له : أتستطيع أن تبعث رجلاً عن لساني يبلغ حسيناً ، فإنّي لا أراه إلّا وقد خرج إليكم اليوم ، أو هو خارج غداً وأهل بيته معه وإن ما ترى من جزعي لذلك ، فيقول الرسول : «إنّ مسلماً بعثني إليك وهو في قبضة القوم أسير لا يرى أن يمسي حتى يقتل وهو يقول ارجع بأهل بيتك ولا يغرّك أهل الكوفة فإنّهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ، فإنّ أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لمكذوب رأي». فقال محمد ابن الأشعث : افعل. إلّا أنّه ما فعل.
قال الراوي : وأقبلوا بمسلم بن عقيل إلى باب القصر وقد كضّه العطش لأنّه لم يشرب الماء يومين ، فرأى قلة فيها ماء قال : اسقوني ماء ، فقال له مسلم بن عمرو الباهلي : والله لن تذوق الماء حتى ترد الحميم من نار جهنم ، فالتفت إليه مسلم وقال له : من أنت يا هذا؟! قال : أنا مسلم بن عمرو الباهلي الذي أطاع لأميره إذ عصيته ، فقال : أنت يا يابن باهلة أولى بالحميم من نار جهنم ، أنا أرد على رسول الله وعلى علي وعلى فاطمة وعلى الحسن فيسقوني من ماء الكوثر.
ثم أدخل على ابن زياد ولم يسلم بالإمرة على ابن زياد ، فقال له الحرس : لم