في بكاء الأئمّة وشيعتهم على الحسين عليهالسلام
قال الله تعالى : (إِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السّماوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافّةً وَاعْلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ الْمُتّقِينَ) (١) ، وهذه الأشهر الأربعة هي : رجب ـ الذي بين جمادي وشعبان ـ الملقب : بالأصم ، وذوالقعدة ، وذوالحجة ، ومحرم (٢).
فهذه الأشهر الأربعة كانت محترمة في الجاهلية ، لا يوقعون فيها قتالا ، وإذا تنافسوا فيما بينهم جعلوا عدّة الأشهر غيرها ، بل وحرموا القتال فيها إحتراما لها ، فهذه الأشهر الأربعة محترمة سواء كانت في الجاهلية أو في الأسلام ، حتى حكي : أنّ ضبّة بن أركان كان له ابنان ، أحدهما يسمى «سعد» والثاني «سعيد» فخرجا إلى سفرٍ فهلك سعد ورجع سعيد ، فخرج والدهما مفتشاً عن إبنه الهالك في الأشهر الحرم ومعه الحارث بن كعب ، فبينما هما ذات يوم سائران يتحدثان ، إذ مرّا بمكان ، فقال الحارث لقيت في هذه المكان شابّا صفته كذا وكذا فقتلته ، وهذا
_________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٣٦.
(٢) انظر تفسير الطبري : ١٤ ٢٣٤.