سيفه ، فقال ضبّة : «الحديث ذو شجون» اي ـ حديثك محزن ـ فذهب قوله مثلاً ، ثم إنّ ضبة قتل الحارث فلامه الناس على إستحلال الأشهر الحرم ، فقال : «سبق السيف العذل» (١) فهكذا كانوا يحترمون الأشهر الحرم.
وذكر ابن أبي الحديد : أنّ العرب تسمى آخر يوم من شوّال فلتة ، من حيث إنّ كل من لم يدرك ثأره فيه فاته ، لأنّهم إذا كانوا إذا دخلوا الأشهر الحُرم لا يطالبون الثأر ، وذوالقعدة من الأشهر الحرم (٢).
في البحار عن إبراهيم ابن أبي محمود قال : قال الرضا عليهالسلام : إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية «في مامضى» يحرّمون فيها القتال فاستحلّت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا ، وسُبي فيه ذرارينا ونسائنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب منها ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه حرمة في أمرنا.
ثم قال عليهالسلام : إنّ يوم الحسين اقرح جفوننا ، [ وأسبل دموعنا ] ، واذلّ عزيزنا ، بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الإنقضاء ، فعلى مثل الحسين عليهالسلام فليبك الباكون ، فأنّ البكاء عليه يحط الذنوب العظام.
ثم قال الرضا عليهالسلام : كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليهالسلام (٣).
وعن الريان بن شبيب قال : دخلت على الرضا عليهالسلام في أول يوم من المحرّم ، فقال لي : يابن شبيب ، أصائم أنت؟ فقلت : لا ، قال : إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي
_________________
(١) جمهرة الأمثال : ١ : ٣٧٧ / ٥٦٦.
(٢) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٦.
(٣) أمالي الصدوق : ١٩٠ / ١٩٩ ـ المجلس (٢٧) ـ الحديث (٢).