في ما جرى في يوم التاسع من المحرم
روى صاحب أسرار الشهادة عن سكينة بنت الحسين عليهاالسلام قالت : عزّ ماؤنا يوم التاسع من المحرم حتى كظّنا العطش ، فلمّا أمسى المساء عطشت أنا وبعض الفتيات والأطفال فقمت إلى عمّتي زينب كي أخبرها بعطشنا لعلّها قد ادخرت لنا ماء ، فوجدتها جالسة في خيمتها وفي حجرها أخي الرضيع وهي تارة تقوم وتارة تجلس وأخي الرضيع يضطرب على يديها اضطراب السمكة في الماء وهو يصرخ وهي تقول : يابن أخي وأنّى لك الصبر وأنت على هذه الحالة يعزّ والله على عمّتك أن تراك عطشاناً.
قالت سكينة : فلمّا سمعت كلامها انتحبت باكية فالتفتت إليَّ وقالت لي : يا ابنة أخي ما يبكيك؟! فقلت لها؟ عمّة أبكي لحال أخي الرضيع. ولم أعلمها بعطشي خشية أن يزيد همّها ، ثم قلت لها : عمّة لو أرسلت إلى بعض عيالات الأنصار أن يكون عندهم ماء؟ فقامت وأخذت الطفل بيدها فمرت بخيم عمومته وأولاد عمّه فلم تجد عندهم ماء ، فرجعت وقد تبعها بعض أولاده رجاء أن تسقيهم الماء ، ثم جلست في خيمة أولاد عمّي الحسن وأرسلت الى خيم الأصحاب لعل عندم ماء ، فلم يكن عندهم شيئاً من الماء ، فلمّا أيست رجعت إلى خيمتها ومعها ما يقرب من عشرين صبي وصيبة فأخذت بالعويل ونحن