في ترجمة العباس بن علي عليهماالسلام ومصرعه
قال أهل السير : يروى عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «إن ولدي العباس زقّ العلم زقّاً» (١).
وذكر المؤرخون : إنّ العباس بن علي كان أعلم أصحاب الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء ، وأضجعهم وأصلبهم إيماناً ، وكان بطلاً ، فارساً ، وسيماً ، جسيماً ، بين عينيه أثر السجود ، وكان إذا ركب الفرس المطهم يخطّان رجلاه في الأرض خطّاً.
وبلغ من شجاعته في كربلاء أنّ عمرو بن خالد الصيداوي ، وسعداً مولى حسان بن الحارث ، وجمع بن عبيدة العائدي ، حملوا على أعدائهم فلمّا وغلوا فيهم عطفوا عليهم واقتطعوهم من أصحابهم وأحاطوا بهم ، وقال ابن الأثير :
فانتدب لهم العباس بن علي عليهالسلام وحده ، وحمل على القوم ففرّقهم واستنقذ أصحابه ، فلمّا رآهم وكانوا قد جرحوا عدّة جراحات ، قويت به قلوبهم فتحاملوا بجراحاتهم وجعلوا يقاتلون القوم حتى رجع العباس إلى موقفه.
ومن صلابة إيمانه أنه عليهالسلام لمّا ضاق صدره [كان] ـ ونظر إلى حالة أخيه الحسين عليهالسلام ، وحالة أصحابه ، وحالة عيالاته ـ ينظر الى الحسين عليهالسلام فيشاهده
__________________
(١) انظر أسرار الشهادات (للدربندي) : ٣٢٤ ، (الطبعة الحجرية).