في اجتماع الحسين عليهالسلام مع ابن سعد
لمّا وافى ابن سعد كربلاء وضرب أبنيته أرسل إليه الحسين عليهالسلام «إنّي اُريد أن ألقاك». فامتثل لأمر الحسين عليهالسلام واجتمعا ليلاً ، وتناجيا طويلاً ، وكان الحسين عليهالسلام مع ولده علي الاكبر ، وابن سعد مع ولده حفص ، ثم رجع الحسين عليهالسلام إلى خيمته ، وإنّ ابن سعد دعا بدوات وبيضا وكتب إلى زياد كتاباً يقول فيه :
«أمّا بعد ... فإنّ الله أطفأ الثائرة وجمع الكلمة ، وأصلح أمر الاُمّة ، وهذا الحسين بن علي عليهالسلام قد أعطاني عهداً ، أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أو أن يسير إلى ثغر من الثغور ، فيكون رجلاً من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيرى رأيه فيه».
فلمّا ورد الكتاب الى ابن زياد قال : هذا كتاب ناصح مشفق ؛ فقال الشمر : أتقبل هذا منه وقد حلّ بأرضك ، فوالله لئن رحل من بلادك ليكوننّ اولى بالقوّة ولتكونن أولى بالضعف ، فلا تعطه هذه المنزلة فإنّها من الوهن ، ولكن فالينزل على حكمك ؛ فقال ابن زياد : الرأي رأيك ، اخرج بهذا الكتاب إلى ابن سعد