فليعرض على الحسين النزول على حكمي فأن فعل فليبعث إليَّ به وبأصحابه سلما ، وإن هم أبوا فليقاتلهم ، فإن فعل فاسمع له وأطع وإن أبى فأنت أمير الجيش.
ثم كتب إلى ابن سعد :
«أمّا بعد ... فإني لم أبعثك الى الحسين لتمنيّه السلام أو البقاء ، ولا لتكون له عندي شفيعاً ، انظر فإن نزل الحسين على حكمي إبعث إليَّ به وبأصحابه سلما ، وإن أبى فقاتله ، وإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره ، ولا أرى الله أن هذا يضرّ بعد القتل شيئاً ولكن على قول قد قلته».
قال الراوي : فجاء الشمر بكتاب ابن زياد إلى كربلاء وعرضه على ابن سعد ، فلمّا [نظر في الكتاب] قال له : مالك ... ويلك يابن ذي الجوشن لا قرّب الله دارك ، وقبّح الله ما قدمت به ، والله لأظنّك أنت الذي نهيته عمّا كتبت به إليه ، والله إنّ الحسين لا يبايع وإنّ نفس أبيه لبين جنبيه.
قال الراوي : ثم ضيّق على الحسين وقسّم الجيش ، وجعل على المسنّاة أربعة آلاف وأمرهم أن يمنعوا الحسين وأصحابه من حمل الماء ، وكتب الكتائب ، فلمّا رأى الحسين عليهالسلام ذلك جلس في خيمته يصلح سيفه وهو يقول :
يا دهر اُفٍّ لك من خليل |
|
كم لك بالإشراق والأصيل |
من طالب بحقّه قتيل |
|
والدهر لا يقنع بالبديل |
وكلّ حيٍّ سالك سبيل |
|
ما أقرب الوعد من الرحيل |
وإنّما الأمر إلى جليل