في نصيحة كامل لابن سعد لعنه الله
لمّا وافى الحسين عليهالسلام ومعه الحرّ إلى كربلاء ، فإذا هم براكب على نجيب له ، وعليه السلاح متنكبّاً قوساً ، مقبلاً عليه ، فوقفوا جميعاً ينتظرونه ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحر ولم يسلّم على الحسين عليهالسلام ، ثم أخرج كتاباً من ابن زياد ودفعه إلى الحرّ ، وإذا فيه :
أما بعد ... فجعجع بالحسين ، ولا تنزله إلا بالعراء ، في غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري.
وكان مع الحسين عليهالسلام يزيد بن مهاجر الكندي (١) ، فجاء الى رسول ابن زياد فعرفه فقال له : ثكلتك اُمّك ، بماذا جئت؟ قال : أطعت إمامي ووفيت ببيعتي ؛ فقال له ابن المهاجر : بل عصيت ربّك ، وأطعت إمامك في هلاك نفسك ، وكسبت النار والعار ، وبئس الإمام إمامك ، كما قال عز من قائل : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَدْعُونَ إِلَى
__________________
(١) هو يزيد ابن زياد المهاجر الكندي ، أبو الشعثاء البهدلي ، من بني بهدلة ، كان رجلاً شريفاً شجاعاً فاتكاُ ، ويهدلة حي من كندة ، وقد جاء ذكره في الزيارة الناحية المقدسة والتسليم عليه استشهد رضياللهعنه مبارزاً.
انظر ذخيرة الدارين : ٢٣٩.