في موبقات معاوية
ذكر ابن عساكر في تأريخه ، قال :
«أربعة خصال كنّ في معاوية لو لم يكن فيه منهنّ إلّا واحدة لكانت موبقة (١) : إنتزاءه على هذه الاُمة بالسفهاء حتى ابتزّها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذوالفضيلة (٢) ، واستخلافه إبنه [يزيد] بعده سكّيراً خمّيراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير ، وادّعاؤه زياداً. ( وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» ـ وقتله حجر ابن عدي؛ فيا ويلاً له من حجر ، ويا ويلاً له من حجر وأصحاب حجر» (٣).
__________________
(١) قوله تعالى (وجعلنا بينهم موبقا) أي : مهلكاً ، ويوبقهنّ (أي) : يهلكهنّ ، ومنه : «اعوذ بك من موبقات الذنوب» ، اي : مهلكاتها ، من إضافة الصفة الى الموصوف ، أي : الذنوب المهلكة : الموبق : واد في جهنّم ؛ انظر سورة الكهف ١٨ : ٥٢ ، ومجمع البيان : ٦ / ٧٣٥ ، ومجمع البحرين.
(٢) قال المبرّد في الكامل : ويروى انّ يزيد ابن معاوية قال لمعاوية في يوم بويع له على عهده ، فجعل الناس يمدحونه ويقرظونه : يا أمير المؤمنين انخدع الناس أم يخدعوننا؟ فقال له معاوية : كل من أردت خديعته فتخادع لك حتى تبلغ حاجتك فقد خدعته. انظر الكامل للمبرد : ٣٠٥.
(٣) تاريخ ابن عساكر. ونقله فضيلة الاستاذ المرحوم أحمد خيري عن ابن الأثير والطبري