في ملاقات الحسين عليهالسلام للحرّ وما جرى بينهما
روي عن عبدالله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديين قالا : كنّا نساير الحسين عليهالسلام حتى نزل شراف (١) ، ولما كان السحرة أمر أصحابه أن يحملوا الماء وأن يكثروا ، فلمّا أصبحوا ساروا من شراف حتى انتصف النهار ، فبينما هم يسيرون إذ كبر رجل من اصحابه ، فقال له الحسين عليهالسلام : الله اكبر ، لم كبرت؟! قال : سيدي رأيت النخل ، فقال له رجل من اصحابه : ما رأينا في هذا المكان نخلة واحدة!! فقال الحسين عليهالسلام : وما ترون؟ قالوا : والله لا نرى إلّا أسنّة الرماح ، وآذان الخيل ، فقال عليهالسلام : وأنا والله أرى ذلك ، ثم قال عليهالسلام : ما لنا ملجأ نلجأ إليه ونجعله
__________________
(١) شراف بفتح اوله وآخره فاء وثانيه مخفف فعال من الشرف وهو العلو وقال أبو عبيدة السكوني ومن شرف إلى واقصة ميلان وهناك بركة تعرف باللوزة وفي شراف ثلاث آبار كبار رشاؤها أقل من عشرين قامة وماؤها عذب كثير وبها آبار كثيرة طيّبة الماء يدخلها ماء المطر وقيل شراف استنبطه رجل من العماليق اسمه شراف فسمّي به. وقال الكلبي : شراف وواقصة ابنا عمرو بن معتق بن زمرة بن عبيد بن عوص بن آدم بن سام بن نوح عليهالسلام. وقال زميل بن زامل الفزاري قاتل ابن داه :
لقد عضّني بالجو جو كثيفة |
|
ويوم التقينا من وراء شراف |
قصرت له الدعسى ليعرف نسبتي |
|
وأنبأته أني ابن عبد مناف |