في خطبة الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء
قال أهل السير : لمّا عبّأ الحسين عليهالسلام أصحابه وعبّأ ابن سعد أصحابه لمحاربة الحسين عليهالسلام ، ورتّب مراتبم وأقام الرايات في مواضعها ، خرج الحسين عليهالسلام عند ذلك ممتطياً جواده حتّى أتى نحو القوم فاستنصتهم ، فأبوا أن ينصتوا فصاح بهم : ويلكم ، ما عليكم أن تنصتوا فتسمعوا قولي وإنّما أعدوكم إلى سبيل الرشاد ، فمن أطاعني كان من المرشدين ، ومن عصاني كان من المهلكين ، وكلّكم عاص لأمري غير مستمع لقولي ، فقد ملئت بطونكم من الحرام ، وطبع على قلوبكم ، ويلكم ألا تنصتون ، ألا تسمعون ، فتلاوموا فيما بينهم وقالوا : انصتوا له (١). فلمّا رآهم الحسين عليهالسلام قد سكتوا ، قال :
تباً لكم أيّتها الجماعة وترحا ، أحين استصرختمونا والهين ، فاصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفاً في إيمانكم ، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم البا لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم ، فهلّا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم ، والجأش طامن ، والرأي لما يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبى ، وتداعيتم إليها كتهافت
__________________
(١) الإيقاد : ١٠٤.