النّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ) فأمامك هذا منهم.
قال : ونزل الحسين عليهالسلام في كربلاء على غير ماء ولا كلاء ، فقال زهير بن القين البجلي : يا بن رسول الله إن قتال هؤلاء القوم الساعة أهون علينا من يأتينا من بعدهم ، فقال عليهالسلام : ما كنت لأبدئهم بالقتال.
قال : ولما بلغ ابن زياد نزول الحسين كربلاء صعد على المنبر وخطب الناس ، وأمرهم بالخروج إلى حرب الحسين ، ووفر لهم العطاء ، وكان عدتهم سبعين ألف ، وأراد أن يؤمر عليه أميراً فدعى ابن سعد وقال له ، أريد أن أؤمرك على هذا الجيش ، وان تتولى قتل الحسين ولك ولاية الري ، فقال له ابن سعد أمهلني حتى اُراجع نفسي.
ثم انصرف إلى منزله متفكراً ، فاستشار رجلاً يقال له (كامل) ـ وكان صديقاً لأبيه سعد ، وكان على اسمه كاملاً ـ فقال له : ويلك يا ابن سعد تريد ان تقتل الحسين ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! اف لك ولدينك ، اسفهت الحق وضللت الهدى؟! اما تعلم الى حرب من تخرج ولمن تقاتل؟! والله لو اعطيت الدنيا على أن أقتل رجلاً واحداً من امة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ما فعلت ، فكيف وأنت تريد أن تقتل ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما الذي تقوله لرسول الله إذا وردت عليه يوم القيامة وقد قتلت سبطه؟ وإني اقسم بالله لئن حاربته أو قاتلته أو أعنت عليه لا تلبث في الدنيا إلا القليل ؛ فقال ابن سعد : أفبالموت تخوفني!! واني إذا فرغت من قتله أكون أميراً على سبعين ألف وأتولى ملك الري. فقال له كامل : إذاً اُحدثك بحديث ، فقال ابن سعد : قل حتى اسمع. قال : إعلم إني سافرت مع أبيك سعد الى الشام فانقطعت عن أصحابي في الطريق وعطشت عطشاً شديداً ، فلاح لي دير راهب