فملت إليه وأتيت إلى باب الدير ، فقال لي الراهب : ما تريد يا هذا؟ قلت له : إنّي عطشان ، فقال لي : أنت من أُمّة محمّد الذين يقتلون بعضهم بعضا على حب الدينا. فقلت له : أنا من الاُمّة المرحومة أُمّة محمد ؛ فقال : إنّكم لشر اُمّة ، فالويل لكم يوم القيامة ، وإنّكم لتقتلون ابن بنت نبيّكم ، وإنّ قاتله لعين أهل السماوات والأرض ، اعلم يا هذا وإنّ قاتله لا يلبث بعده إلّا قليلاً ؛ قال كامل : فقلت إنّي اُعيذ نفسي من أن أكون ممّن يقاتل إبن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فقال لي : أن لم تكن أنت وإلّا فرجل قريب منك ؛ ثم ردم الباب في وجهي ودخل الدير فركبت فرسي ولحقت بأصحابي.
[وحدّثت أباك بما جرى بيني وبين الراهب من الكلام] ، فقال لي أبوك سعد : صدقت وأنا مررت بالراهب قبلك فقال لي من ولدك من يقتل ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاحذر يا عمر ودع عنك هذا الامر فإنه خير لآخرتك ودنياك.
قال : فبلغ الخبر إلى بن زياد فاستدعى كاملاً فقطع لسانه ، وعاش يوماً أو بعض يوم ثم مات رحمه الله.
قال : وجعل ابن سعد يفكّر في ولاية الري أو الخروج إلى حرب الحسين فصمّم رأيه أن يخرج إلى حرب وانشأ يقول :
فوالله لا أدري وإنّي لحائر |
|
اُفكّر في أمري على خطرين |
أأترك ملك الري والريّ منيتي |
|
أم أرجع مأثوماً بقتل الحسين |
حسين ابن عمّي والحوادث جمّه |
|
لعمري ولي في الري قرّة عين |
وإنّ إله العرش يغفر زلّتي |
|
ولو كنت فيها أظلم الثقلين |
ألا إنّما الدنيا لخير معجّل |
|
وما عاقل باع الوجود بدين |