دعا فيه زكريا عليهالسلام ربه عزوجل ، فقال : «رَبّ هَبْ لِي مِن لَدُنْكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعَاءِ» (١) فاستجاب الله له ، وأمر الله ملائكته فنادت زكريا ، وذلك قوله تبارك وتعالى : (فَنَادَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي الْمَحْرَابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ وَسَيّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصّالِحِينَ) (٢) فمن صام في هذا اليوم ثم دعا الله فإنّه يستجيب له ، كما استجاب لزكريا عليهالسلام.
ثم قال يابن شبيب ، إنّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الاُمّة حرمة هذا الشهر ولا حرمة نبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته ، وسبوا نساءه ، وانتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً ، يابن شبيب ، إن كنت باكياً لشئ فابك على الحسين عليهالسلام ، فأنّه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ، ما لهم في الأرض شبيه ، لقد بكت السماوات السبع والأرضون السبع لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة لآلاف ملك لنصرته فلم يأذن لهم (٣).
وفي العيون والخبر الآخر ، أنهم نزلوا فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم صاحب الأمر فيكونون من أنصاره ، وشعائرهم : يا لثارات الحسين (٤).
وكان الصادق عليهالسلام أذا هل المحرم لا يرى شاحطاً قط ، وكذلك الأئمة واحداً بعد واحد ، بل وهذه سيرة سارت في مواليهم وشيعتهم إذا هل عاشوراء اجتمعت
_________________
(١) سورة ال عمران ٣ : ٣٨.
(٢) سورة ال عمران ٣ : ٣٩.
(٣) أمالي الصدوق : ١٩٢ / ٢٠٢ ـ المجلس (٢٧) ـ الحديث (٥).
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ : ٢٩٩ / ٥٨ ـ الباب (٢٨). وانظر المصدر السابق أيضاً.