عليهم الأحزان والكروب ؛ ولعل الخبر يشير إلى ذلك :
«شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا ، وعجنوا بنور ولايتنا ، يصيبهم ما أصابنا ، يفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا» (١) وكانوا عليهم الصلاة والسلام يجلسون للعزاء كما تجلس شيعتهم اليوم.
وكان الرضا عليهالسلام يجلس في كل عشرة من المحرم كئيباً حزيناً ، ويعقد مجلساً للعزاء ، ويجلس نساءه وراء الستار ، وكان إذا دخل عليه أحد من الشعراء يأمره بالإنشاد على جده الحسين عليهالسلام ، كما في قصة دعبل الخزاعي لما دخل عليه وقال له : أنشدني ، فأنشده التائية التي منها :
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً |
|
وقد مات عطشاناً بشط فرات (٢) |
وكذلك الصادق عليهالسلام لما دخل عليه هارون المكفوف ، فقال عليهالسلام : أنشدني في جدي الحسين عليهالسلام ، فأنشأ يقول :
أمرر على جدث الحسين |
|
وقل لأعظمه الزكية |
فبكى الصادق عليهالسلام وقال : أنشدني كما تنشدون بالرقة فقال :
يا مريم نوحي على مولاك |
|
وعلى الحسين ألا أسعدي ببكاك |
فصاحت ابنة الصادق عليهالسلام : واجداه واحسيناه (٣).
وهكذا ساير أهل البيت عليهمالسلام ولا زالوا صارخين معولين عطاشا جائعين من أوّل شهر محرم إلى يوم العاشر.
وقيل للصادق عليهالسلام : سيدي جعلت فداك ، إنّ الميت يجلسون له بالنياحه بعد
_________________
(١) أورده الفاضل الدربندي في أسرار الشهادة : ١ / ١٠٤ ، في كلامٍ للإمام الصادق عليهالسلام.
(٢) بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٥٧ ـ الحديث (١٥).
(٣) انظر ثواب الأعمال للشيخ الصدوق : ١٠٩ / ١ / باب (١٤٦).