دينه ، وأمّا جثّته إذا قتلناه لا نعبأ بجثته ، وأمّا الحسين فإنّه إن لم يردنا لم نرده ، ثمّ صاح من الذي ضربه على وجهه؟ فقيل له : هو بكر بن حمران الأحمري قال : هو يتولّى قتله ، فأمر بإحضاره فاحضر فقال له : اصعد به إلى أعلى القصر واضرب عنقه وارمه من أعلى القصر إلى الأرض واتبع رأسه جسده ؛ فصعد به بكر بن حمران ومسلم يسبّح الله ويقدّسه ويكبّره ويستغفره وهو يقول : احكم بيننا وبين قوم غرّونا وكذّبونا وذلّونا.
قال مسلم : يا بكر دعني اصلّي لربّي ركعتين ، فقال : صلّ ، فصلّي مسلم حتى إذا فرغ من الصلاة وجّه وجهه نحو مكّة وقال : «السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يا بن رسول الله» فصيح به : يا بكر عجّل عليه ، فشهر بكر سيفه وضرب عنق مسلم ورمى برأسه من أعلى القصر الى الأرض وأتبع جسده ، وأراد أهل الكوفة في ذلك اليوم إرضاء ابن مرجانة بفعلهم فجاؤا لمسلم ولهاني ورضعوا الحبال برجليهما وجعلوا يسحبونهما في بالأسواق (١).
بكتك دماّ يابن عمّ الحسين |
|
محاجر شيعتك السافحه |
ولا برحت هاطلات العيون |
|
تحييك غادية رائحه |
لأنّك لم تروَ من شربة |
|
ثناياك فيها غدت طائحه |
رموك من القصر إذا أوثقوك |
|
فهل سلمت فيك من جارحه |
__________________
(١) ولمّا قتل ابن زياد مسلماً وهانياً صلب جثتيهما ثلاثة أيام وبعث برأسيهما إلى يزيد بن معاوية مع هاني بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي ، وكان قتلهما في يوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية في ذلك اليوم كان خرج الحسين من مكة المشرفة.
ويروى أنّه لمّا قتلا مسلم وهاني أمر ابن زياد باخراج جماعة من الحبس وقتلهم فقتلوا ويروى أنّه كان قبض مسلم على غير هذا وانهم أعطوه الأمان ؛ راجع ابصار العين للسماوي : ٤٨.