عليَّ جبيناً ، ولا تخمشي عليَّ وجهاً ، ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور».
أخت يا زينب أوصيك وصايا فاسمعي |
|
إنّني في هذه الأرض ملاق مصرعي |
واصبري فالصبر من شيم كرام المفزع |
|
كلّ حيّ سينجيه عن الأحياء حين |
واجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمي |
|
اطعمي من جاع منهم ثم روّي من ظمي |
واعلمي أنّي في حفظهم طلّ دمي |
|
ليتني بينهم كالبدر بين الفرقدين |
قال الراوي : ولما سكنت خرج الحسين عليهالسلام من الخيمة وجمع أصحابه ثم خطبهم وقال :
«اللهم احمدك على ما أكرمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن ، وفقّهتنا بالدين ، فاجعلنا من الشاكرين ـ ثم قال ـ : أصحابي انطلقوا أنتم في حلٍّ مني ، وإنّ القوم لا يريدون إلّا قتلي». فقالوا له اخوته واولاد عمّه : لم نفعل ذلك ، أتحب أن نبقى بعدك عاراً في الناس؟ لا أرانا الله ذلك يا أباعبدالله ... ، وبدأهم في ذلك العباس بن علي ، ثم التفت الحسين عليهالسلام الى بني عقيل وقال :
«يا بني عقيل ... حسبكم من القتل بمسلم ، فاذهبوا أنتم في حلِّ منّي». فقالوا : يا سبحان الله!! ما نقول للناس وما يقولون لنا لو نترك سيّدنا وبنو عمومتنا ولم نرم معهم بسهم ونطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بالسيف ، لا والله لا نفعل ذلك نفديك بأنفسنا ونقتل دونك حتى نرد موردك ، قبّح الله العيش بعد يا أبا عبدالله.
وتكلّمت أصحابه ، قالوا : أبا عبدالله .. نحن نخلّي عنك؟ وبماذا نعتذر الى الله في أداء حقّك؟ لا والله لا نفارقك حتى نطعن في صدورهم رماحنا ونقاتلهم