٣) ويرى فريق ثالث أن حكم الآية إنما هو للقاتل المستحل ، وحكمه مما لا شك فيه ، وعكرمة وابن جريج فسرا متعمدا مستحلا فى الآية.
أي : ومن يقتل مؤمنا متعمدا لقتله مستحلا له ، فجزاؤه جهنم خالدا فيها أبدا.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٩٤))
تفسير المفردات
الضرب فى الأرض : السير فيها بالسفر للتجارة أو الجهاد ، لأن المسافر يضرب الأرض برجليه وعصاه أو بقوائم راحلته ، فى سبيل الله : أي لجهاد أعدائكم ، فتبينوا أي تثبتوا وتأنّوا ، ألقى إليكم السلام : أي انقاد واستسلم لكم فلم يقاتلكم ، عرض الحياة الدنيا : أي متاعها الحاضر الذي يأخذ منه البر والفاجر ، مغانم كثيرة : أي رزق وفضل كثير.
المعنى الجملي
بعد أن بين عز اسمه فى الآيات السابقة أنه ليس من شأن المؤمن أن يقتل مؤمنا إلا على سبيل الخطأ ، وأن من قتل مؤمنا متعمدا فلا جزاء له إلا جهنم خالدا فيها أبدا.
أراد هنا أن ينبه المؤمنين إلى ضرب من ضروب قتل الخطأ كان يحصل فى ذلك العهد عند السفر إلى أرض المشركين حين انتشر الإسلام ولم يبق مكان فى بلاد العرب وقبائلهم يخلو من المسلمين أو ممن يميل إلى الإسلام ويتحينون الفرص للاتصال