امرؤ مال آخر ظانّا أنه ماله الذي كان قد سرقه أو اغتصبه ثم تبين له أن المال ليس ماله ، وأن هذا الرجل لم يكن هو الذي أخذ ماله ، فها هنا قد وجد الظلم دون العدوان.
(وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) أي وكان ذلك الإصلاء فى النار يسيرا على الله ، هينا لا يمنعه منه مانع ، ولا يدفعه عنه دافع ، ولا يشفع فيه إلا بإذنه شافع ، فلا يغترنّ الظالمون المعتدون بحلمه عليهم فى الدنيا ، وعدم معاجلتهم بالعقوبة ، فيظنوا أنهم بمنجاة من عقابه فى الآخرة ، ولا يكوننّ كأولئك المشركين الذين قالوا «نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ».
(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (٣١))
تفسير المفردات
الاجتناب : ترك الشيء جانبا ، والكبائر واحدتها كبيرة ، وهى المعصية العظيمة ، والسيئات واحدتها سيئة ، وهى الفعلة التي تسوء صاحبها عاجلا أو آجلا ، والمراد بها هنا الصغيرة ، ونكفر : نغفر ونمح ، ومدخلا كريما : أي مكانا كريما وهو الجنة.
المعنى الجملي
بعد أن نهى سبحانه عن أكل أموال الناس بالباطل وعن قتل النفس ، وهما أكبر الذنوب المتعلقة بحقوق العباد ، وتوعد فاعل ذلك بأشد العقوبات ـ نهى عن جميع الكبائر التي يعظم ضررها ، وتؤذن بضعف إيمان مرتكبها ، ووعد من تركها بالمدخل الكريم.