وكل ذنب يرتكبه الإنسان مع التهاون بالأمر وعدم المبالاة بنظر الله إليه ، ورؤيته إياه حيث نهاه ، فهو مهما كان صغيرا فى صورته ، أو فى ضرره ، يعدّ كبيرا من حيث الإصرار والاستهتار ، فتطفيف الكيل والميزان ولو حبّة لمن اعتاده ، والهمز واللمز (عيب الناس والطعن فى أعراضهم) لمن تعوّده ـ كل ذلك كبيرة ولا شك.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر فى كل مقام ما تمس إليه الحاجة ، ولم يرد الحصر والتحديد.
وقال بعض العلماء : الكبيرة كل ذنب رتّب عليه الشارع حدا أو صرح فيه بوعيد.
(وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) أي وندخلكم مكانا لكم فيه الكرامة عند ربكم وهى الجنات التي تجرى من تحتها الأنهار ، والعرب تقول : أرض كريمة ، وأرض مكرمة ، أي طيبة جيدة النبات ، قال تعالى : «فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ».
(وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٣٢))
تفسير المفردات
التمني : تشهى حصول الأمر المرغوب فيه ، وحديث النفس بما يكون وما لا يكون.
من فضله : أي إحسانه ونعمه المتكاثرة :
المعنى الجملي
بعد أن نهى سبحانه عن أكل أموال الناس بالباطل ، وعن القتل ، وتوعد فاعلهما بالويل والثبور ، وهما من أفعال الجوارح ، ليصير الظاهر طاهرا عن المعاصي الوخيمة