فتسكن نفس كل من الزوجين إلى الآخر ، ويزول ما كان فى نفوسهما من اضطراب أثارته الحوادث قبل ذلك).
فإذا هو فعل ذلك دعاها هذا إلى السؤال عن أسباب الهجر والهبوط بها من نشز المخالفة إلى مستوى الموافقة ، فإن لم يفد ذلك فله أن يجرب :
(٣) الضرب غير المبرّح : أي غير المؤذى إيذاء شديدا كالضرب باليد أو بعصا صغيرة.
وقد روى عن مقاتل فى سبب نزول الآية أن سعد بن الربيع ـ وكان من النقباء ـ نشزت عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن أبى زهير ، فلطمها فانطلق أبوها معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أفرشته كريمتى فلطمها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «لتقتصّ من زوجها ، فانصرفت مع أبيها لتقتص منه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ارجعوا هذا جبرائيل أتانى وأنزل الله هذه الآية فتلاها صلى الله عليه وسلم وقال : أردنا أمرا وأراد الله أمرا ، والذي أراده الله خير».
وقد يستعظم بعض من قلد الإفرنج من المسلمين مشروعية ضرب المرأة الناشز ، ولا يستعظمون أن تنشز وتترفع هى عليه ، فتجعله وهو الرئيس مرءوسا محتقرا وتصرّ على نشوزها ، فلا تلين لوعظه ونصحه ، ولا تبالي بإعراضه وهجره ، فإن كان قد ثقل ذلك عليهم فليعلموا أن الإفرنج أنفسهم يضربون نساءهم العالمات المهذبات ، بل فعل هذا حكماؤهم وعلماؤهم وماوكهم وأمراؤهم ، فهو ضرورة لا يستغنى عنها ولا سيما فى دين عام للبدو والحضر من جميع أصناف البشر ، وكيف يستنكر هذا والعقل والفطرة يدعوان إليه إذا فسدت البيئة ، وغلبت الأخلاق الفاسدة ، ولم ير الرجل مناصا منه ولا ترجع المرأة عن نشوزها إلا به.
لكن إذا صلحت البيئة وصارت النساء يستجبن للنصيحة ، أو يزدجرن بالهجر وجب الاستغناء عنه ، إذ نحن مأمورون بالرفق بالنساء واجتناب ظلمهن ، وإمساكهن بمعروف أو تسريحهن بمعروف.
والأخبار التي وردت فى الوصية بالنساء كثيرة ، فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم