ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٩٤))
تفسير المفردات
الافتراء : اختلاق الكذب ، وافتراء الكذب على الله : الاختلاق عليه والحكاية عنه ما لم يقله ، أو اتخاذ الأنداد والشركاء ، والغمرات : واحدها غمرة ، وهى الشدة ، واليوم : الزمن المحدود والمراد به هنا يوم القيامة الذي يبعث الله فيه الناس للحساب والجزاء ، والهون (بالضم) والهوان الذل ، ومنه قوله : «أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ» والهون (بِالْفَتْحِ) اللين والرفق ، ومنه قوله : «الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً» وفرادى : واحدهم فرد ، وخولناكم أعطيناكم ، والترك وراء الظهر : يراد به عدم الانتفاع بالشيء ، والبين الصلة ، والمسافة الحسية أو المعنوية الممتدة بين شيئين أو أشياء ، ويضاف إلى المثنى كقوله : «فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ» والجمع كقوله : «أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ» ولا يضاف إلى المفرد إلا إذا كرر نحو : «هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ» وضل عنكم أي غاب عنكم.
المعنى الجملي
بعد أن بيّن سبحانه أن القرآن كتاب من عند الله ، وردّ على الذين أنكروا إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم لأنه بشر ، بأن مثله مثل التوراة التي يعترفون بإنزالها على موسى وهو بشر.
قفّى على ذلك بوعيد من كذب على الله وادعى النبوة والرسالة ، أو ادعى أنه قادر على الإتيان بمثل هذا القرآن ، وهذا الوعيد يتضمن الشهادة بصدق النبي صلى الله عليه وسلم.