تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (١٠٨))
تفسير المفردات
الشهادة : قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصر أو بصيرة ، وضربتم فى الأرض : سافرتم ، وتحبسونهما : تمسكونهما وتمنعونهما من الانطلاق والهرب ، وارتبتم : شككتم فى صدقهما فيما يقران به ، ومن الآثمين : العاصين ، وعثر من العثور على الشيء : وهو الاطلاع عليه من غير سبق طلب له ، وأعثره عليه : وقفه عليه وأعلمه به من حيث لم يكن يتوقع ذلك.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه فى الآية السالفة أن المرجع إليه بعد الموت ، وأنه لا بد من الحساب والجزاء يوم القيامة ـ أرشدنا إثر ذلك إلى الوصية قبل الموت وأنه تجب العناية بالإشهاد عليها حتى لا تضيع على مستحقيها.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال : «كان تميم الداري وعديّ بن بدّاء رجلين نصرانيين يتّجران إلى مكة فى الجاهلية ويطيلان الإقامة بها ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم حوّلا متجرهما إلى المدينة ، فخرج بديل مولى عمرو بن العاص تاجرا حتى قدم المدينة ، فخرجوا جميعا تجارا إلى الشام حتى إذا كانوا ببعض الطريق اشتكى بديل ، فكتب وصية بيده ثم دسها فى متاعه وأوصى إليهما ، فلما مات فتحا متاعه فأخذا منه شيئا ثم حجراه كما كان ، وقدما المدينة على أهله فدفعا متاعه ففتح أهله متاعه فوجدوا كتابه وعهده وما خرج به ، وفقدوا شيئا فسألوهما عنه فقالوا هذا الذي قبضنا له ودفع إلينا ، فقالوا لهما هذا كتابه بيده ، قالوا ما كتمنا له شيئا ، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ