تفسير المفردات
ذرأ : أي خلق على وجه الاختراع والإبداع ، لشركائنا : أي الأوثان التي يتقربون بعبادتها إلى الله تعالى ، لشركائهم أي سدنة الآلهة وخدمها ، أو الشياطين الذين يوسوسون لهم ما يزين ذلك فى أنفسهم ، ويردوهم : أي يهلكوهم بالإغواء ، وليلبسوا أي يخلطوا ، حجر : أي محجور ممنوع ، كما قالوا : ذبح وطحن أي مذبوح ومطحون ، وجزاه بكذا جعله جزاء له على عمله قال تعالى : «أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا» وصفهم : أي جزاء وصفهم.
المعنى الجملي
بعد أن حاجّ سبحانه المشركين وسائر العرب فى كثير من أصول الدين وكان آخرها البعث والجزاء ـ ذكر هنا بعض عبادتهم فى الحرث والأنعام والتحليل والتحريم بباعث الأهواء النفسية والخرافات الوثنية.
الإيضاح
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً) أي وجعلوا لله نصيبا مما خلق من ثمر الزرع وغلته كالتمر والحبوب ونتاج الأنعام ، ونصيبا لمن أشركوا معه من الأوثان والأصنام.
(فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا) أي فقالوا فى النصيب الأول هذا لله أي نتقرب به إليه ، وفى النصيب الثاني هذا لشركائنا أي لمعبوداتنا نتقرب به إليها ، وقوله بزعمهم أي بتقوّلهم الذي لا بينة لهم عليه ولا هدى من الله ، إذ جعله قربة لله يجب أن يكون خالصا له وحده لا يشرك معه غيره فيه ، وأن يكون بإذنه ، لأنه دين ، والدين لله ومن الله وحده ، فهذا زعم مخترع ، لا دين مشترع فيكون باطلا.
وقد روى أنهم كانوا يجعلون نصيب الله لقرى الضيفان ، وإكرام الصبيان ، والتصدق على المساكين ، ونصيب آلهتهم لسدنتها وقرابينها وما ينفق على معابدها.