وعينه تصف السحر أي هى ساحرة ، وقدّه يصف الرشاقة ؛ على معنى أنه رشيق على سبيل المبالغة ، حتى كأن من سمعه أو رآه وصف له ذلك بما يشرحه له ، قال أبو العلاء المعرّى :
سرى برق المعرّة بعد وهن |
|
فبات برامة يصف الملالا |
أي سيجزيهم الله تعالى جزاء وصفهم ، لأن حكمته تعالى فى الخلق وعلمه بشئونهم ، جعلت عقابهم عين ما يقتضيه وصفهم ونعتهم الروحي ، إذ لكل نفس فى الآخرة صفات تجعلها فى مكان معين سواء أكان فى أعلى عليين أم فى أسفل سافلين.
والخلاصة ـ إن منشأ الجزاء نفس الإنسان باعتبار عقائدها وسائر صفاتها التي يطبعها عليها العمل.
وقد يكون المعنى ـ سيجزيهم وصفهم لربهم بما جعلوا له من الشركاء فى العبادة والتشريع ، أو وصف ألسنتهم الكذب بما افتروا عليه فيهما كما قال تعالى : «وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ» الآية.
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ ، قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) أنكر سبحانه على مشركى العرب أمرين عظيمين ونعاهما عليهم ، وحكم فيهم حكما عدلا وهما :
(١) قتل أولادهم ووأد بناتهم ، وبذلك خسروا خسرانا مبينا ، فإن قتل الأولاد يستلزم خسران كل ما كان يرجى من العزة والنصرة والسرور والغبطة ، والبر والصلة ، وخسران العاطفة الأبوية ورأفتها ، واستبدال القسوة والغلظة بها ، إلى نحو أولئك من مساوى الأخلاق التي يضيق بها العيش فى الدنيا ، وبها يحل العقاب فى الآخرة.
(٢) تحريم ما رزقهم الله من الطيبات.