وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩٥) ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦) مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧))
تفسير المفردات
زلة القدم بعد ثبوتها : مثل يقال لمن وقع فى محنة بعد نعمة ، وبلاء بعد عافية ، والحياة الطيبة : هى القناعة وعدم الحرص على لذات الدنيا ، لما فى ذلك من الكدّ والعناء.
المعنى الجملي
بعد أن حذر سبحانه من نقض العهود والأيمان على الإطلاق ـ حذّر فى هذه الآية من نقض أيمان مخصوصة أقدموا عليها وهى نقض عهد رسول الله على الإيمان به ، واتباع شرائعه جريا وراء خيرات الدنيا وزخارفها ، وأبان لهم أن كل ذلك زائل ، وما عند الله باق لا ينفد ، ثم هو بعد يجزيهم الجزاء الأوفى.
الإيضاح
(وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ) أي ولا تجعلوا أيمانكم خديعة تغرون بها الناس ، والمراد بذلك نهى المخاطبين بذلك الخطاب عن نقض أيمان مخصوصة أقدموا عليها.
ذلك أنهم بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على الإسلام ، وحلفوا على ذلك أوكد الأيمان ، ثم نقضوا ما فعلوا ، لقلة أهله وكثرة أهل الشرك ، فنهوا عن ذلك.