ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤))
تفسير المفردات
أمر جامع : أي خطب جلل يستعان فيه بأرباب التجارب والآراء كقتال عدو أو تشاور فى حادث قد عرض ، والتسلل : الخروج من البيت تدريجا وخفية ، واللواد والملاوذة : التستر ، يقال لاذ فلان بكذا ، إذا استتر به ، والمخالفة : أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الآخر فى حاله أو فعله ، فتنة : أي بلاء وامتحان فى الدنيا ، عذاب أليم : أي عذاب مؤلم موجع فى الآخرة.
المعنى الجملي
بعد أن أمر المؤمنين بالاستئذان عند الدخول أمرهم بالاستئذان حين الخروج ، ولا سيما إذا كانوا فى أمر جامع مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم كتشاور فى قتال أحد أو فى حادث عرض ، وبيّن أن من يفعل ذلك فهو من كاملى الإيمان ، ثم أمر رسوله أن يأذن لمن شاء منهم إذا استأذنه ، ثم أمر المؤمنين أن يبجّلوا نبيهم ولا يسموه باسمه بل يقولوا يا نبى الله ، ويا رسول الله ، وليحذروا أن يخالفوا أمره وسنته وشريعته ، بل عليهم أن يزنوا أقوالهم وأفعالهم بأقواله وأفعاله ، فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على فاعله وقائله كائنا من كان ، وقد ثبت فى الصحيحين وغيرهما أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد».
الإيضاح
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) أي ما المؤمنون حق الإيمان إلا الذين صدقوا الله ورسوله ،