الناس الذين اجتمعوا في هذا المؤتمر بان يقوموا فردا فردا ويبايعوا عليا ويسلموا عليه بالامرة والخلافة طوعا. وقد طالت هذه البيعة من ضحى ذاك اليوم حتى غروبه ، وحتى نساء النبي صلى الله عليه واله وسائر المؤمنات جئن فوضعن أيديهن في الطشت الذي وضع أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام يده فيه وهو خلف الخيمة فبايعنه على الخلافة والولاية وبهذه الطريقة أعلن المسلمون آنذاك باجمعهم التزامهم بالانقياد والطاعة لامير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
هذه خلاصة حديث الغدير.
أبو بكر يروي حديث الغدير :
ولما كان موضوع كتابنا هذا هو نقل روايات الخلفاء واعترافاتهم التي أقروا بها باولوية الامام علي عليه السلام يجدر بنا أن نلفت أبصار القراء الكرام إلى حقيقتين مهمتين بلغتا من الاهمية حدها الاقصى حتى يذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس :
الاولى : قال أكثر الحفاظ والمؤرخين السنيين الذين رووا حديث الغدير في كتبهم ورسائلهم ، أو صنفوا كتابا مستقلا وخاصا بموضوع الغدير : ان أبا بكر وعمر وعثمان كانوا في مقدمة الرواة لحديث الغدير الذين نقلوا قول النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام : من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
الثانية : روى أكثر من ستين عالما وحافظا ومؤرخا بان أبا بكر وعمر هما أول من بارك وهنا عليا بالخلافة والولاية وقالا له : بخ بخ لك يا علي ، أو قالا له : أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن.
وذلك عندما انتهت مراسيم حفل الغدير ، وإعلان النبي صلى الله عليه واله بان عليا هو مولى المؤمنين وبعد ما أمر الناس بالبيعة لعلي عليه السلام.