يسار قال : سمعت أبا بكر يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى الله عليه واله (١).
وبناء على هذا فمن تمعن ودقق في مفاد حديث الثقلين الذي تواتر تخريجه عند السنة والشيعة وثبت صدوره وقطعيته عن رسول الله صلى الله عليه واله حيث قال : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا» (٢) عرف وتيقن بان الرسول الله صلى الله عليه واله قرن العترة بالقرآن وجعلها عدلا له ، وانها هي التي تفسر القرآن وتكشف رموزه ، ولهذا كان التمسك بالقرآن والعترة والانقياد إليهما واتباعهما هو السبيل الوحيد في الاهتداء إلى الصواب والنجاة من الضلالة والغواية الذين يتبعهما الخزي والعار في الدار الاخرة.
وبناء على ما اعترف به أبو بكر اعترافا صريحا بان الامام علي بن أبي طالب عليه السلام هو العترة ، فباي مستمسك شرعي ودليل ديني أزاح أبو بكر عليا عليه السلام عن الخلافة التي هي محط إجراء الاحكام القرآنية والمرجع في تبيلغ تعاليم القرآن وبيان حقائقه ، حتى ان أبا بكر لم يكتف بهذا فقط ، بل فرض على علي عليه السلام الاقامة القهرية في داره منذ أن غصب الخلافة حتى نهاية خلافة عثمان والتي دامت مدة ربع قرن ، بل انه لم يرض بذلك حتى أن أمر باحراق دار علي عليه السلام وسحبوا عليا
__________________
(١) وسيلة المال لابن كثير نقل عنه الغدير ١ : ٣٠٣ و ٣٩٨.
(٢) ألف العلامة المحقق آية الله مير حامد حسين النيسابوري اللكهنوي موسوعة كبيرة في إثبات ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأولاده الائمة الاطهار عليهم السلام عترة رسول الله صلى الله عليه واله ، والاستدلال على أحقية خلافتهم ، واسماها بعبقات الانوار ، وخص المؤلف المحقق مجلدين من هذه الموسوعة في إثبات صحة طرق حديث الثقلين من كتب أهل السنة وصحاحهم ، ودلالته على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد أبدع المؤلف في هذا الكتاب بحثا عميقا وأنيقا وعلميا في إثبات حديث الثقلين سندا ومتنا. وقد قمنا بتحقيق هذين المجلدين تحقيقا علميا ، وخرج بعد ذلك في ستة أجزاء ، وطبع في مدينة اصفهان ، وشرحنا ترجمة المؤلف وخصائص كتابه في مقدمة تحقيقنا فليراجع.