إسحاق بن حبابة ، قالا : نا عبد الله بن محمد البغوي ، نا هدبة بن خالد ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أسيد بن حضير أنه قال : بينما أنا أقرأ سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي أطلق ـ وقال ابن حبابة : انطلق ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقرأ يا أبا عتيك» فالتفتّ فإذا مثل المصابيح ـ وقال أبو يعلى الصباح ملاة بين السماء وبين الأرض ، وقال ابن حبابة : من السماء إلى الأرض ـ ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «اقرأ يا أبا عتيك» فقال : يا رسول الله ما استطعت أن أمضي فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تلك الملائكة نزلت» ـ وقال ابن حبابة نزلت لقراءة سورة البقرة ـ «أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب» [٢٣٠٦].
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا محمد بن العباس ، أنا عبد الوهاب بن أبي حية ، نا محمد بن شجاع البلخي ، أنا محمد بن عمر الواقدي قال (١) : فحدثني ابن أبي سبرة عن أسيد بن أبي أسيد ، عن أبي قتادة ، قال : انتهينا إليهم ـ يعني بني قريظة ـ فلما رأونا أيقنوا بالشرّ وغرز عليّ الراية عند أصل الحصن فاستقبلونا في صياصيهم يشتمون رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأزواجه قال أبو قتادة : وسكتنا وقلنا السيف بيننا وبينكم ، وطلع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلما رآه علي رجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأمرني ألزم اللواء فلزمته ، وكره أن يسمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أذاهم وشتمهم. فسار رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليهم وتقدمه أسيد بن حضير فقال : يا أعداء الله لا نبرح حصنكم حتى تموتوا جوعا ، إنما أنتم بمنزلة ثعلب في جحر قالوا : يا ابن الحضير نحن مواليك دون الخزرج وخاروا (٢) فقال : لا عهد بيني وبينكم ولا إلّ (٣).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني ، نا محمد بن أيوب ، أنا يحيى بن المغيرة السعدي ، نا جرير ، عن حصين ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : كان أسيد بن حضير رجلا ضاحكا مليحا قال : بينما هو عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحدث القوم ويضحكهم فطعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم باصبعه في خاصرته فقال : أوجعتني قال : «اقتص» قال : يا رسول إن عليك
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ / ٤٩٩.
(٢) غير واضحة بالأصل والمثبت «وخاروا» عن الواقدي ، أي خافوا.
(٣) الإل بالكسر : العهد والحلف (القاموس).