الحضرة بولايته وحيدا دمشق وعزل بشارة عنها ، ولم يزل بشارة نازلا في بستان ، وقد أرسل عياله وثقله إلى طبرية إلى يوم السبت لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة تسعين وثلاثمائة فإن القائد جيش أرسل إليه في هذا اليوم يقول : ارحل عن البستان فإني أريد أن أكون اجلس في المنظر الذي فيه ، فأرسل إليه يقول : أنا منتظر لجواب كتبي تجيئني من الحضرة ، فقال له القائد تسير إلى داريا تكون بها إلى أن تجيئك الكتب ، فأرسل بشارة فجمع دوابّه وأصحابه وبات في البستان على أنه يصبح راحلا ، فلما كان في هذه الليلة جاء إليه صاحب الترتيب بكتاب قد جاءه من السلطان يرسم له فيه أن لا يبرح وأن البلد له عشر سنين ، وإنما كانت الكتب تجيئهم بأن بشارة قد ضعف وكبر ، وأنه يريد طبرية وما يريد دمشق ، وأن السجل يصل إليه بولاية البلد والخلع مع ابن الأنباري ، فأنفذ الكتاب إلى القائد [ثم صرف] بشارة الإخشيدي من دمشق معزولا عنها إلى طبرية واليا عليها إلى يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة تسعين وثلاثمائة ، وحصلت ولاية دمشق له لوحيد.
٨٧٦ ـ بشّار بن أحمد بن محمد
أبو الرّجاء الأصبهاني القصّار الصّوفي
قدم دمشق طالب علم فحدّث بها عن أبي عمرو بن منده ، وكان قد سمع ببغداد أبا القاسم بن البسري ، وأبا (١) نصر الرسّي (٢) ، وبنيسابور : أبا بكر بن خلف ، وبهراة : عبد الله الأنصاري ، وأبا محمد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد الهرويّين.
حدّثنا عنه أبو يعلى بن أبي خيش (٣) ، وكان أميا لا يعرف من الكتابة إلّا قليلا.
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش ، أنبأنا أبو رجاء بشّار بن أحمد بن محمد الأصفهاني القصّار ـ قدم علينا دمشق بعد منصرفه من الحجّ طالب علم في سنة تسع وسبعين وأربعمائة ـ أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده ، أخبرنا
__________________
(١) بالأصل «وأخبرنا» ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) كذا وفي المطبوعة المجلدة العاشرة : النرسي.
(٣) بالأصل «جيش» والصواب عن تبصير المنتبه ١ / ٢٨٣ وفيه : حمزة بن الحسن بن أبي الخيش عن أبي القاسم المصيصي وعنه ابن عساكر.
وفي المطبوعة المجلدة العاشرة ص ٤٢ «بن أبي الجن».