ولو كان هذا الأمر في غير ملككم |
|
لأدّيته أو غصّ بالماء شاربه |
وكم من أب لي يا معاوي ماجد |
|
[أ] عزّ يباري الريح قد طرّ شاربه |
نمته قرون المالكين ولم يكن |
|
أبوك ابن عبد الشمس ممن تقاربه (١) |
قال فردّ عليه معاوية ميراث الحتات قال ، فأنشد هذه الأبيات بعض خلفاء بني أمية فقال : ما فعل به معاوية؟ قالوا : ردّ عليه ماله ، فقال : لو كنت مكانه لقلت له : يا مصّان (٢) وضربت عنقه.
قال أبو أحمد هكذا يروى عن الكلبي هذا الخبر ويزعم أن الفرزدق وفد على معاوية وليس يصحح أكثر الرواة. ولم يحصل للفرزدق وفادة ولا دخولا إلى معاوية ، ولا إلى يزيد ، ولا إلى عبد الملك ، وإنما دخل إلى سليمان بن عبد الملك وقد دخل مع أمه وهو صغير إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنبأنا عبد الوهاب الميداني ، أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر الفرغاني ، أنبأنا محمد بن جرير الطبري (٣) ، حدّثني محمد بن سعدان (٤) ، عن أبي عبيدة ، [قال :] حدّثني أعين بن لبطة بن الفرزدق ، [قال :] حدّثني أبي عن أبيه فذكر حكاية فيها قال : ثم وفد الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة ، من بني ربيعة بن كعب بن سعد والجون بن قتادة العبشميّ والحتات بن يزيد أبو منازل ، أحد بني حويّ بن سفيان بن مجاشع إلى معاوية بن أبي سفيان ، فأعطى كل رجل منهم مائة ألف ، وأعطى الحتات سبعين ألفا ، فلما كانوا (٥) في الطريق سأل بعضهم بعضا ، فأخبروا بجوائزهم ،
__________________
(١) جمع في الديوان البيتين في بيت واحد في ١ / ٤٥ :
وكم من أب لي يا معاوي لم يكن |
|
أبوك الذي من عبد شمس يقاربه |
وفي الديوان ١ / ٥٣ :
وكم من أب لي يا معاوي لم يزل |
|
أغر يباري الريح ما ازورّ جانبه |
نمته فروع المالكين لم يكن |
|
أبوك الذي من عبد شمس يخاطبه |
(٢) مصان كلمة شتم (اللسان : مصص).
(٣) انظر الخبر في الطبري ٥ / ٢٤٢ في حوادث سنة ٥٠.
(٤) في الطبري : «سعد» وبهامشه عن نسخة «سعدان».
(٥) بالأصل «كان» والمثبت عن الطبري.