خريم بن فاتك عند (١) عبد العزيز بن مروان بمصر فدخل عليه نصيب فأنشده مديحا امتدحه به ، فقال لأيمن : نصيب أشعر منك قال : لا والله ، ولكنك طرف (٢) ملول فقال : أتقولون إنّي ملول وأنا أوكلك مذ كذا وكذا ، وكان بأيمن برص في يده فغضب ولحق ببشر بن مروان فقال :
ركبت من المقطّم في جمادى إلى بشر |
|
بن مروان البريدا |
فلو أعطاك بشر ألف ألف |
|
رأى حقّا عليه أن يزيدا |
قال : ومرّ به نصيب بالكوفة فقال له : إني تركت غديرا ناضبا وأتيت بحرا زاخرا ، وكان بشر لا يؤاكل أيمن ، فاشتهى يوما لبنا وقال للحاجب : اخرج فانظر لي من يأكل معي ، فخرج فأدخل أيمن بن خريم فلما رآه بشر سأله فقال : اشتهيت البارحة لبنا فهيّئ لي وأصبحت أنوي الصوم فأتيت باللبن ، فلما وضع بين يدي ذكرت أني صائم ، وليس أحد أحقّ بأكله منك فدونك فلم يلبث أن صفّره ، وكان ينير بياض يده بالزعفران.
٨٤٦ ـ أيمن بن نابل يكنى أبا عمران ، ويقال : أبا عمرو المكّي الحبشي (٣)
مولى أبي بكر ، اجتاز بدمشق حين توجه إلى غزو الروم.
وحدّث عن أبيه نابل ، وقدامة بن عبد الله بن عمّار الكلابي الصحابي ، وسعيد بن جبير ، وأبي الزبير ، ومجاهد بن جبر ، والقاسم بن محمد ، وعبد الله بن عبد الله بن عمر ، وطاوس بن كيسان ، وعطاء بن أبي رباح روى عنه موسى بن عقبة ـ وهو من أقرانه ـ وسفيان الثوري ، ووكيع ، ومروان الفزاري ، وسفيان بن عيينة ، ومؤمّل بن إسماعيل ، وسعيد بن سالم القداح ، وبكار بن محمد بن سيرين ، ومعتمر بن سليمان ، وأبو خالد الأحمر ، وأبو عامر العقدي ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد (٤) ، وقران بن تمام ، وأبو أحمد الزّبيري ،
__________________
(١) بالأصل «عن».
(٢) الطرف الرجل الذي لا يثبت على صحبة أحد.
(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ والوافي بالوفيات ١٠ / ٣٠ والحبشي نسبة الحبش أي الجبل الأسود ، وإلى حبش حي من اليمن ، وفي الميزان : حبشي من سودان مكة.
(٤) بالأصل «داود» خطأ والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب ١ / ٢٤٩ وانظر ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٤٣٤.