أبان بنت النعمان ، وقد جعلت صداقها ما نطق به لسانك ، وترنّمت به شفتاك ، وبلغه مناك ، وحكمت به في بيت المال قبلك.
فلما قرأ النعمان الكتاب كتب إليه :
بسم الله الرّحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى مروان بن الحكم ، بدأت باسمي سنة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذلك لأنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه» [٢٥٥٥].
أما بعد ، فقد وصل إليّ كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من محبتنا. أما إن تكن صادقا فنعم (١) أصبت وبحظّك أخذت ، لأنّا أناس جعل حبنا إيمانا وبغضنا نفاقا ، وأما ما أطنبت فيه من ذكر شرفنا وقديم سلفنا ، ففي مدح الله لنا وذكره إيّانا في كتابه المنزل ، وقرآنه على نبيه صلىاللهعليهوسلم ما أغنانا عن مدح أحد من الناس ؛ وما ذكرت أنّك آثرتني بابنك عبد الملك بن مروان على الأكفّاء من ولد أبيك فحظي منك مردود عليهم موفّر لهم ، ولا منازع لهم عليه ، وأمّا ما ذكرت أنك جعلت صداقها ما نطق به لساني ، وترنّمت به شفتاي ، وبلغه مناي ، وحكمت به في بيت المال قبلي فقد أصبح ـ بحمد الله ، لو أنصفت ـ حظي في بيت المال أوفر من حظّك وسهمي فيه أجزل من سهمك ، فأنا الذي أقول :
فلو أنّ نفسي طاوعتني لأصبحت |
|
بها حفد مما يعدّ كثير |
ولكنها نفس عليّ كريمة |
|
عيوف لأصهار اللّئام قذور |
لنا في بني العنقاء وابني محرّق |
|
مصاهرة تسمى بها ومهور |
وفي آل عمران وعمرو (٢) بن عامر |
|
عقائل لم يدنس لهنّ حجور |
[أخبرنا] أبو جعفر محمد بن علي الهمداني ـ في كتابه ـ أنبأنا أبو بكر الصّفّار ، أنبأنا أبو بكر [أحمد] بن علي الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد قال : أبو محمد بشر (٣) بن النعمان بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري. سمع أباه [النعمان] ابن أبان الأنصاري ، روى عنه هارون بن محمد بن بكّار العاملي.
__________________
(١) كذا ، وفي المطبوعة : فغنما.
(٢) عن المختصر والمطبوعة وبالأصل «عمر».
(٣) كذا وفي المطبوعة : «بشير» وهو صاحب الترجمة.