ولكن كان ما قد كان منها |
|
عليّ نحو ما خلق جميل |
وجدتك عاقلا فطنا لبيبا |
|
شفيت بما قسمت له غليلي (١) |
ولكني ضننت بفضل مالي |
|
فكنت بفعلتي عين البخيل |
فإيها بعدك الاخوان عني |
|
فأمست ولو جهدت بذي فضول |
وأما يرجعنك الله يوما |
|
تواسا في الكثير وفي القليل |
وأن يمكث يكن كأحب بشر |
|
رواه الناس نحوكم رحيلي |
فأمكث ما مكثت بأرض حمص |
|
وأهمم حين تهمم بالرحيل |
فأقرأها بشير العباس بن الوليد فأمر لعمران بن أبي فروة بألفي درهم وعشرة أثواب ، وقال لبشير : لعمران علينا ذمام بمودّتك ، ولائمته نفسه في البخل عنك قال : فقال بشير بن عبد الله يمدح العباس بن الوليد (٢) :
لقد علمت حقا إذا هي حمّلت |
|
لأحسابها يوما لمكرمة فهر |
بأنّك يا عباس غرة مالك |
|
إذا افتخرت يوما وقام بها الفخر |
فتى يجعل المعروف من دون عرضه |
|
وينجز ما منّا كما ينجز النذر (٣) |
نمته إلى العلماء قناة بريّة |
|
من العيب والآفات ليس بها فطر |
تساوي الثريا أو تلم فروعها |
|
ويقصر عنها أن يساويها النسر |
فأقسم لو كان الخلود لواحد |
|
من الناس عن مجد لأخلدك الدهر |
قضى مغرمي لما عرضت بحاجتي |
|
أغرّ بطاحي به يفخر النضر |
وما جئته حتى بدا متن صعدتي |
|
فما دون ضاحيها فجّا ولا قسر |
فقد لها بعد الإله فمتنها |
|
له ناضر منيا وأفنانه خضر |
فهذا أوان العسر أصبح مدبرا |
|
بأجمعه عنا وقيل لنا اليسر |
وكنا بدار يقتل الفقر أهلها |
|
وأضحى يضاحي داره قتل الفقر |
فأصبح يدعى قاتل الفقر بالغنى |
|
ويدعى سداد الثغر إن ضيع الثغر |
__________________
(١) في المطبوعة ١٠ / ١٥٥ :
وجدتك عاقلا فطنا لبيبا |
|
وحسن الرأي عند ذوي العقول |
فلو أشبهته وقسمت مالي |
|
شفيت بما قسمت له غليلي |
(٢) الأبيات الأول والثاني والثالث والسادس في الوافي بالوفيات ١٠ / ١٦٤.
(٣) الوافي : كما تنجز القدر.