الفرس الذين يقولون لولاهم لانفكّت الأرض بأهلها. أحمد الله الذي منّ عليك من بين ربيعة» [٢٥٦٨].
هذا مختصر من حديث أنبأناه بتمامه أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن سين (١) ، حدّثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ، حدّثنا محمد بن عبد الكريم ، حدّثنا الهيثم بن عدي ، حدّثنا أبو جناب الكلبي ، حدّثني إياد بن لقيط الذهلي ، حدّثتني (٢) الجهدمة امرأة بشير بن الخصاصيّة قالت : حدّثنا بشير قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدعاني إلى الإسلام ، ثم قال لي : «ما اسمك؟» قلت : نذير. قال : «بل أنت بشير» قال : فأنزلني الصفة ، فكان إذا أتته (٣) هدية اشتركنا فيها وإذا أتته صدقة صرفها (٤) إلينا. قال : فخرج ذات ليلة فتبعته فأتى البقيع فقال : «السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنّا بكم لاحقون. وإنّا لله وإنا إليه راجعون ، لقد أصبتم خيرا بجيلا (٥) وسبقتم شرّا طويلا» ثم التفت إليّ فقال : «من هذا؟» فقلت : بشير فقال : «أما ترضى أن أخذ الله بسمعك وقلبك وبصرك إلى الإسلام من بين ربيعة الفرس الذين يزعمون أن لولاهم لائتفكت الأرض عنهم بأهلها» قلت : بلى يا رسول الله ، قال : «ما جاء بك؟» قلت : خفت أن تنكب أو تصيبك هامّة من هوامّ الأرض [٢٥٦٩].
قال محمد بن عبد الكريم : إنما سمّي الفرس لأن أباه نزار بن معد كان له فرس وقبة من أدم وحمار ، فجعل الفرس لأكبر ولده ربيعة ، والقبة الذي يتلوه وهو مضر ، والحمار للثالث وهو إياد فلذلك يقال : ربيعة الفرس ، ومضر الحمراء ، وإياد الحمار.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية أنبا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، أخبرنا محمد بن سعد (٦) ، أخبرنا علي بن محمد القرشي ، عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب وعن أبي بكر الهذلي عن
__________________
(١) بالأصل والمطبوعة ١٠ / ١٦٤ «بشير» خطأ والمثبت والضبط عن التبصير ٢ / ٧١٠ وفي الحلية ٢ / ٢٦ شين.
(٢) بالأصل «حدثني».
(٣) بالأصل «أتيته» والمثبت عن الحلية.
(٤) بالأصل : «صرفنا إليها» والمثبت عن الحلية.
(٥) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن الحلية ، وبجيلا أي واسعا كثيرا (اللسان) وفي المطبوعة ١٠ / ١٦٥ جزيلا.
(٦) طبقات ابن سعد ١ / ٣٠٥ و ١ / ٣١٥.