الشيخ. قال : فنهض إليّ الذي كان يحفظني وصاح عليّ وقال : كسرت القيد؟ قلت : لا ، إنه سقط من رجلي. فتحيروا في أمري (١) ، فدعوا رهبانهم فقالوا لي : ألك والدة؟ قلت : نعم ، فقالوا : وافق دعاؤها الإجابة ، وقالوا أطلقك فلا يمكننا تقييدك فزوّدوني وأصحبوني إلى ناحية المسلمين. رواها الحميدي في تاريخ الأندلس (٢) بالإجازة من القشيري. ورواها الخطيب عن القشيري.
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل ، عن أبي عبد الله محمّد بن أبي نصر الحميدي (٣) ، قال : قال لنا أبو محمد علي بن أحمد : كان ـ يعني ـ محمد بن عبد الرّحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك أمير الأندلس محبا للعلوم ، مؤثرا لأهل الحديث ، عارفا ، حسن السيرة. ولما دخل الأندلس أبو عبد الرّحمن بقيّ بن مخلد بكتاب مصنف ابن أبي بكر بن أبي شيبة وقرئ عليه أنكر جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف واستشفعوه وبسطوا العامة عليه ومنعوه من قراءته إلى أن اتصل ذلك بالأمير محمد فاستحضره وإياهم واستحضر الكتاب كله وجعل يتصفحه جزأ جزأ إلى أن أتى على آخره (٤) وقد ظنوا أنه يوافقهم في الإنكار عليه ، ثم قال لخازن الكتب : هذا كتاب لا تستغني خزائننا عنه فانظر في نسخة لنا. ثم قال لبقيّ : انشر علمك وارو ما عندك من الحديث ، واجلس للناس ينتفعوا بك. أو كما قال ، قال : ونهاهم أن يتعرضوا له.
كتب (٥) إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن محمد ، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أخبرنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ح.
وحدّثني أبو بكر أيضا قال : أنبأني أبو عمرو بن مندة ، عن أبيه قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : بقيّ بن مخلد أندلسي يكنى أبا عبد الرّحمن. كانت له رحلة وطلب
__________________
(١) بعدها في الرسالة القشيرية : وأخبر صاحبه ، وأحضروا الحداد وقيدوني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي ، فتحيروا في أمري.
(٢) جذوة المقتبس للحميدي ص ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٣) لم أجد الخبر في جذوة المقتبس.
(٤) بياض بالأصل والكلام مفصل في م بدون أي نقص أو بياض.
(٥) بالأصل «قرأت» وفي م : أخبرنا ولعل الصواب ما أثبت ، انظر المطبوعة ١٠ / ٢٢٢.