وألف والواو والنّون لما |
|
غاب وغيره كقاما واعلما |
يعني : أنّ ألف الاثنين وواو الجمع ونون الإناث ـ تصلح للغائب والمخاطب ، فمثالها (١) للغائب : «الزيدان قاما ، والزيدون قاموا ، والهندات قمن» ومثالها (٢) للمخاطب : «قوما ، وقوموا ، وقمن».
إلّا أنّ قوله : «وغيره» شامل للمتكلم والمخاطب ، ولا تكون هذه الضمائر للمتكلم ، إلا أنّ تمثيله بـ «قاما» ـ وهو للغائب ـ ، و «اعلما» ـ وهو للمخاطب ـ يرشد إلى مقصوده ، ولو قال عوض «وغيره» (٣) : «وخوطب» ، لكان أنصّ.
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
ومن ضمير الرّفع ما يستتر |
|
كافعل أوافق نغتبط إذ تشكر |
يعني : أنّ من ضمائر الرّفع ما يجب استتاره ، وفهم من قوله : «ومن ضمير الرّفع» أنّ ذلك لا يكون في ضمائر النصب ، ولا في ضمائر الجرّ ، وذكر أربعة مواضع يجب فيها (٤) استتار الضمير :
الأوّل : فعل الأمر للواحد المذكّر ، وهو المشار إليه بقوله : «افعل» ، كـ «قم واستخرج» بخلاف المرفوع بأمر الواحدة والمثنّى والجمع ، فإنّه يبرز نحو «قومي ، وقوما ، وقوموا ، وقمن».
الثّاني : الفعل المضارع المفتتح بهمزة المتكلم ، وهو المشار إليه بقوله : «أوافق» ، كـ «أقوم وأستخرج».
الثّالث : الفعل المضارع المفتتح بنون المتكلم ومعه غيره (٥) ، وهو المشار إليه بقوله : «نغتبط» ، كـ «نقوم ونستخرج» (٦).
الرّابع : الفعل المضارع المفتتح بتاء المخاطب ، وهو المشار إليه بقوله : «تشكر» كـ «تقوم وتستخرج» ، بخلاف المبدوء بتاء الغائبة نحو «هند تقوم» فإنّ استتاره جائز لا واجب ، وبخلاف المبدوء بتاء خطاب الواحدة والثنية والجمع ، فإنّه يبرز في الجميع نحو «تقومين ، وتقومان ، وتقومون ، وتقمن».
__________________
(١) في الأصل : فمثالهما. انظر شرح المكودي : ١ / ٤٨.
(٢) في الأصل : ومثالهما. انظر شرح المكودي : ١ / ٤٨.
(٣) في الأصل : الواو ساقط. انظر شرح المكودي : ١ / ٤٨.
(٤) في الأصل : فيه. انظر شرح المكودي : ١ / ٤٩.
(٥) أو المعظم نفسه. انظر شرح المكودي : ١ / ٤٩.
(٦) في الأصل : الواو ساقط. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٠١.