والمختار في «أنا» : أنّ الضمير هو الأحرف الثلاثة عند ابن مالك (١) ، وفي «أنت» وفروعه : أنّ الضمير نفس «أن» ، واللواحق لها حروف خطاب عند البصريين (٢) ، وفي «هو ، وهي» (٣) : أنّ الجميع ضمير عندهم أيضا (٤) ، وفي «هما ، وهم» : الهاء وحدها ، وكذا في نحو «هنّ» (٥).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وذو انتصاب في انفصال جعلا |
|
إياي والتفريع ليس مشكلا |
أشار بهذا إلى ضمائر النصب المنفصلة ، وهي اثنا عشر أيضا ، للمتكلم منها اثنان : «إيّايّ ، وإيّانا» ، وللمخاطب خمسة : «إيّاك ، إيّاك ، إيّاكما ، إيّاكم ، إيّاكنّ» وللغائب خمسة : «إيّاه ، (إيّاها) (٦) ، إيّاهما ، إيّاهم ، إيّاهنّ».
واكتفى بذكر ضمير المتكلم ، وكان حقّه أن يذكر الأصول الثلاثة كما فعل في المرفوع ، لكنّه اكتفى به عمّا سواه لوضوحه ، ولذكره ذلك في المرفوع ، ولذلك قال : «والتّفريع ليس مشكلا».
ففرع «إيّاي» : «إيّانا» لا غير ، وفرع «إيّاك» ـ بفتح الكاف ـ أربعة : «إيّاك ـ بكسرها ـ ، وإيّاكما ، وإيّاكم ، وإيّاكنّ» ، وفرع «إيّاه» أربعة أيضا : «إيّاها ، وإيّاهما ، وإيّاهم ، وإيّاهنّ» على ما تقدّم من التعليل.
والمختار أنّ الضمير نفس «إيّا» فقط ، وأنّ اللواحق لها حروف / تكلّم وخطاب وغيبة ، وهو مذهب سيبويه (٧).
__________________
(١) قال ابن مالك في شرح التسهيل : (١ / ١٥٤ ـ ١٥٥) : «زعم الأكثرون أن ألف «أنا» زائدة للوقف كزيادة هاء السكت ، وأيدوا ذلك بأن الهاء تعاقبها ، كقول حاتم : «هذا فزدي أنه» ، والصحيح أن «أنا» بثبوت الألف وقفا ووصلا هو الأصل ، وهي لغة بني تميم» انتهى. وما ذهب إليه ابن مالك هو مذهب الكوفيين. راجع ص ٩٦ من هذا الكتاب.
(٢) وذهب بعض الكوفيين إلى أصالة «أنت». راجع ص ٩٦ من هذا الكتاب.
(٣) في الأصل : الواو ساقط. راجع التصريح على التوضيح : ١ / ١٠٣.
(٤) وذهب الكوفيون إلى أن الهاء وحدها هي الضمير. راجع ص ٩٦ من هذا الكتاب.
(٥) باتفاق بين البصريين والكوفيين ، وحكى الفارسي أن الضمير في «هما وهم» المجموع ، وفي «هن» الهاء وحدها ، والنون الأولى كالميم في «هم» والثانية كالواو في «هو». انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٠٣ ، وراجع هامش (٣) ص ٩٥ من هذا الكتاب.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. راجع التصريح على التوضيح : ١ / ١٠٣.
(٧) والفارسي وكثير من البصريين أيضا. وذهب بعض البصريين وجمع من الكوفيين واختاره أبو حيان : أن اللواحق هي الضمائر ، وكلمة «إيّا» عماد ، أي : زيادة يعتمد عليها لواحقها ليتميز الضمير المنفصل من المتصل ، وعليه ابن كيسان. وذهب بعض الكوفيين إلى أن «إياك»