والحرف ، فإذا اتّصلت بالفعل لزم أن يفصل بينها (١) وبينه نون تسمّى نون الوقاية ، لأنّها تقي الفعل الكسر الذي لا يكون نظيره فيه ـ وهو الجرّ ـ أو لأنّها تقي ما بني على الأصل ـ وهو السّكون ـ من الخروج عن ذلك الأصل ، ويستوي في ذلك الماضي نحو «دعاني» ، والمضارع نحو «يكرمني» ، والأمر نحو «أعطني» ، وإلى ذلك أشار بقوله :
وقبل يا النّفس مع الفعل التزم |
|
نون وقاية ... |
وقال : «يا النّفس» وهو مخالف لعبارة النحويين ، فإنّهم يسمّونها : ياء المتكلم (٢).
وقد تحذف هذه النّون للضرورة مع «ليس» ، كقول رؤبة :
١٥ ـ إذ ذهب القوم الكرام ليسي
بغير نون ، وإلى ذلك أشار بقوله : «وليسي قد نظم» يعني : أنّ نون الوقاية حذفت مع «ليس» في ضرورة الوزن.
وأما نحو (تَأْمُرُونِّي) / [الزمر : ٦٤] ، و (تُحاجُّونِّي) [الأنعام : ٨٠]
__________________
(١) في الأصل : بينهما. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٢.
(٢) وقد سماها ابن النحاس أيضا ياء النفس في إعراب القرآن (١ / ٢٦٤) حيث قال : «يا بنيّ» نداء مضاف ، وهذه ياء النفس ، لا يجوز هاهنا إلا فتحها ، لأنها لو سكنت لالتقى ساكنان».
انتهى. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٢.
١٥ ـ من الرجز في ملحقات ديوان رؤبة (١٧٥) ، وقبله :
عددت قومي كعديد الطّيس
كعديد : أي : كعدد. والطيس : الرمل الكثير. وغرض الشاعر مدح نفسه بالكرم ، أي : إن قومي وإن كانوا كعدد الرمل في الكثرة ، إلا أنه ليس فيهم كريم غيري. والشاهد في «ليسي» حيث حذف منه نون الوقاية ضرورة.
انظر : التصريح على التوضيح : ١ / ١١٠ ، شرح المرادي : ١ / ١٥٢ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ١٤٩ ، ١٧٢ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٢٢٧ ، الخزانة : ٥ / ٣٢٤ ، ٣٩٦ ، شواهد المغني : ١ / ٤٨٨ ، ٢ / ٧٦٩ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٠٥ ، ١٠٨ ، شواهد المفصل والمتوسط : ١ / ٢٧٤ ، شواهد الجرجاوي : ١٣ ، الهمع : ١ / ٦٤ ، أبيات المغني : ٤ / ٨٦ ، ٦ / ٥٥ ، مغني اللبيب (رقم) : ٣١٠ ، ٦٤٤ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٦٠ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٩ ، جواهر الأدب : ١٧٩ ، شرح المكودي : ١ / ٥٢ ، كاشف الخصاصة : ٣٠ ، شرح ابن الناظم : ٦٤ ، ٦٨ ، شرح دحلان : ٢٥ ، البهجة المرضية : ٢٥ ، الجامع الصغير : ٢١.