وعدم لحاقها لها كثير ، فهي بالعكس من «ليت» ، فـ «لعلّي» أكثر من «لعلّني» ، ولم تأت (١) في القرآن إلّا بدون النّون ، كقوله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) [غافر : ٣٦].
وقوله : «وكن مخيّرا في الباقيات» يعني بالباقيات : ما بقي من أخوات «إنّ» وهي أربعة : «إنّ ـ بكسر الهمزة ـ ، وأنّ ـ بفتحها ـ ، وكأنّ ، ولكنّ ـ بالتشديد فيهما ـ» فيجوز أن تلحقها نون الوقاية ، وأن لا تلحقها ، وقد / جاءت في القرآن بالوجهين ، كقوله عزوجل : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ) [طه : ١٤] ، و (إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) [الأنعام : ٧٨] ، والوجهان على السواء ، فالإثبات : نظرا إلى شبهها بالأفعال المتعدية في (٢) عمل النّصب والرفع ، والحذف : كراهية اجتماع الأمثال ، (فلمّا) (٣) تعارض الوجهان تساقطا ، واستوى الأمران.
وكان لحاقها غالبا (٤) في «ليت» لقوة شبهها بالفعل ، لأنّها تغيّر معنى الابتداء ، وكان عدم لحاقها غالبا مع «لعلّ» ، لأنّها (٥) بعدت عن الفعل ، فإنّها (٦) شبيهة بحرف الجرّ في تعليق ما بعدها بما قبلها ، نحو «تب لعلّك تفلح».
ثمّ أشار إلى الحرفين الباقيين من الثمانية ، وهما : «من ، وعن» بقوله :
... واضطرارا خفّفا |
|
منّي وعنّي بعض من قد سلفا |
يعني : أنّ الوجه في «عن ، ومن» إذا دخلا على ياء المتكلم أن يقال : «عنّي ، ومنّي» ـ بتشديد النّون ـ لأنّهما (لمّا) (٧) لحقتهما (٨) نون الوقاية ، وقبلها نون ساكنة ، أدغمت فيها.
وأشار بقوله : «بعض من قد سلفا» (إلى) (٩) قول الرّاجز :
(١٠) ـ أيّها السائل عنهم وعني |
|
لست من قيس ولا قيس مني |
__________________
(١) في الأصل : يأتي. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٢.
(٢) في الأصل : على. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١١٢.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١١٢.
(٤) في الأصل : كالياء. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٣.
(٥) في الأصل : فانها. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٣.
(٦) في الأصل : لانها. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٣.
(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٣.
(٨) في الأصل : لحقهما. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٣.
(٩) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٥٣.
١٦ ـ من الرمل ، ولم أعثر على قائله. وقول المؤلف «قول الراجز» يوهم أن البيت من الرجز ، وليس