١٩ ـ ... |
|
والعيش بعد أولئك الأيّام |
ثمّ اعلم أنّ اسم الإشارة عند النّاظم على مرتبتين : قريبة ، وبعيدة ، وقد أشار إلى البعيدة بقوله :
... |
|
... ولدى البعد انطقا |
بالكاف حرفا دون لام أو معه |
|
... |
يعني : أنّك إذا أردت الإشارة إلى بعيد فأنت مخير بين أن تأتي باسم الإشارة مقرونا بكاف المخاطب ، دون لام ، فتقول : «ذاك ، وأولاك» ، وبين أن تأتي به مقرونا بهما معا فتقول : «ذلك ، وأولالك» ، وهذه الكاف حرف لا اسم ، لأنّ أسماء الإشارة لا تضاف ، ولذلك (٢) قيّد الكاف بقوله : («بالكاف حرفا») (٣) ، لكنّها تتصرّف تصرّف الكاف الاسمية غالبا ، فتفتح للمخاطب ، وتكسر للمخاطبة ، ويتّصل بها علامة التثنية / والجمعين ، فتقول : «ذاك ، وذاك (٤) ، وذاكما ، وذاكم ، وذاكنّ».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
واللام إن قدّمت ها ممتنعه |
يعني : أنّك إذا قدّمت «ها» التي للتنبيه على اسم الإشارة يمتنع اقترانه
__________________
(١٩) ـ عجز بيت من الكامل ، من قصيدة لجرير في ديوانه (٥٥١) يهجو بها الفرزدق ، وصدره :
ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى
ويروى : «الأقوام» بدل «الأيام». ذم : من ذم يذم خلاف المدح ، اللوى : اسم موضع.
والشاهد في قوله : «بعد أولئك الأيام» ، حيث استعمل «أولئك» في غير العقلاء ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً.)
انظر : التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٨ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٤٠٨ ، الخزانة : ٥ / ٤٣٠ ، شواهد المفصل والمتوسط : ١ / ٢٨٨ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٢٦ ، ١٣٣ ، ٩ / ١٢٩ ، شواهد الشافية للبغدادي : ١٦٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٦٨ ، شواهد الجرجاوي : ١٨ ، شرح الأشموني : ١ / ١٣٩ ، المقتضب : ١ / ٣٢١ ، شرح ابن الناظم : ٧٧ ، معاني القرآن للأخفش : ١ / ٩١ ، ٢ / ٣٨٩ ، شواهد الكشاف : ٤ / ٥٢٨ ، أوضح المسالك : ٢٧ ، فتح رب البرية : ١ / ١٢٢ ، السراج المنير للزبيدي : (مخطوط) : ١٣٦.
(١) في الأصل : وكذلك.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) في الأصل : ذك. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٨.