ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وبأولى أشر لجمع مطلقا |
|
والمدّ أولى ، ولدى البعد انطقا |
بالكاف حرفا دون لام أو معه |
|
... |
يعني : أنّ لفظ «أولى» ـ مقصورا عند أهل نجد من بني تميم ، وقيس ، وربيعة ، وأسد ـ يشار بها للجمع مطلقا ، سواء كان مذكّرا أو مؤنّثا ، فتقول : «أولى الرّجال ، وأولى النّساء».
وقوله : «والمدّ أولى» أي : المدّ ـ وهو زيادة الهمزة بعد الألف مكسورة ـ أولى من القصر في «أولى» لأنّها لغة أهل الحجاز ، ولم يجئ في القرآن إلّا ممدودا ، كقوله عزّ ، جلّ : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) [آل عمران : ٦٦] ، فتقول : «هؤلاء القوم ، وهؤلاء بناتي».
ويقلّ مجيئه لغير العقلاء ، كقول جرير (١) :
__________________
واحدة ، وهي لغة واضحة» انتهى. وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٧ ، مغني اللبيب : ٥٨ ، إرشاد الطالب النبيل (٦٤ / أ).
وانظر قراءات الآية والتأويلات المتقدمة في إتحاف فضلاء البشر : ٣٠٤ ، معاني القرآن وإعرابه للزجاج : ٣ / ٣٦١ ـ ٣٦٤ ، إملاء ما من به الرحمن : ٢ / ١٢٣ ، إعراب ابن النحاس : ٣ / ٤٤ ـ ٤٧ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ١٤٤ ـ ١٤٦ ، الخزانة : ٧ / ٤٥٣ ، ١٠ / ٣٢٤ ، شرح الشذور : ٤٦ ـ ٤٩ ، إرشاد الطالب النبيل : (٦٤ / أ) ، الفوائد الضيائية : ٢ / ٩٤ ، شرح الرضي : ٢ / ٣١ ، الأمالي النحوية : ١ / ٦٢ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٦٠ ، اللسان : ١ / ١٥٦ (أنن).
وابن الحاجب هو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الكردي الدويني الأصل ، الأسنائي المالكي المعروف بابن الحاجب ، أبو عمرو ، جمال الدين ، من كبار العلماء في العربية ، فقيه مالكي ، أصولي مقرئ ، ولد في أسنا (من صعيد مصر) سنة ٥٧٠ ه ، ونشأ في القاهرة ، وسكن دمشق ، وتوفي بالإسكندرية سنة ٦٤٦ ه ، من آثاره : الإيضاح في شرح المفصل ، الكافية في النحو ، الشافية في الصرف ، منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٢٣ ، البداية والنهاية : ١٣ / ١٧٦ ، طبقات القراء : ١ / ٥٠٨ ، مفتاح السعادة : ١ / ١١٧ ، الأعلام : ٤ / ٢١١ ، المطالع السعيدة : ١٨٨ ، هدية العارفين : ١ / ٦٥٤.
(١) هو جرير بن عطية الخطفي (حذيفة) بن بدر بن سلمة بن عوف بن كلب بن يربوع التميمي ، أبو حرزة ، أشعر أهل عصره ، ولد سنة ٢٨ ه وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم ، وكان هجاؤه مرأ ، فلم يلبث أمامه غير الفرزدق والأخطل ، وكان عفيفا ، وهو من أغزل الناس شعرا ، توفي باليمامة سنة ١١٠ ه (وقيل : ١١١ ه) وعمره نيفا وثمانين سنة ، له ديوان شعر.
انظر ترجمته في الأغاني : ٨ / ٣ ، المؤتلف والمختلف : ٧١ ، مفتاح السعادة : ١ / ١٩٤ ، الأعلام : ٢ / ١١٩ ، معجم المؤلفين : ٣ / ١٢٩ ، شواهد المغني : ١ / ٤٥ ، الخزانة : ١ / ٧٥.