إمّا على حذف (١) اسم ، أو (٢) ضمير شأن على حدّ «إنّ بك زيد مأخوذ» ، واللام داخلة على مبتدأ محذوف ، والأصل : إنّه هذان لهما ساحران.
أو على أنّ «إنّ» بمعنى : نعم ، وهي لا تعمل شيئا ، لأنّها حرف تصديق ، فلا اسم لها ولا خبر.
أو على أنّه جاء على لغة خثعم ، فإنّهم لا يقلبون ألف المثنّى ياء في حالة النّصب والجرّ.
أو على أنّ الألف الموجودة ألف المفرد ، وألف التثنية حذفت لاجتماع الألفين ، وألف المفرد لا تقلب ياء.
أو على أنّه جيء به على أوّل أحواله ، وهو الرّفع ، كما في «اثنان» قبل التّركيب.
أو على أنّ «إن» نافية بمعنى : ما (٣) ، واللام بمعنى : «إلّا» الإيجابيّة ، كما يقول به الكوفيّون (٤).
أو على (٥) / أنّه مبنيّ لدلالته على معنى الإشارة ، واختار هذا ابن الحاجب (٦).
__________________
الثقيلة أهملت ، و «هذان» مبتدأ و «لساحران» الخبر ، واللام للفرق بين النافية والمخففة على رأي البصريين ، وقيل : «إن» بمعنى «ما» ، واللام بمعنى «إلا» ، كما سيأتي. ويصدق قراءة حفص ما يروى عن أبيّ أنه قرأ «ما هذان إلا ساحران» ، وروي عنه أيضا أنه قرأ «إن هذان إلا ساحران». وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر «إنّ» بتشديد النون ، و «هذين» بالياء ، مع تخفيف النون ، وهذه القراءة واضحة من حيث المعنى ، لأن «هذين» اسم «إن» نصب بالياء ، و «لساحران» خبرها ، ودخلت اللام للتأكيد ، ولم يجز الزجّاج هذه القراءة لأنها خلاف المصحف. انظر هذا في المصادر الآتية.
(١) في الأصل : حد. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٧.
(٢) في الأصل : أن. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٧.
(٣) وهذا بناء على قراءة حفص أو ابن كثير كما تقدم آنفا.
(٤) في الأصل : تقول به الكوفيين. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٧. واستدل الكوفيون على مجيء اللام للاستثناء بقوله :
أمسى أبان ذليلا بعد عزّته |
|
وما أبان لمن أعلاج سودان |
وعند البصريين اللام هي اللام الفارقة ، وهي الواقعة بعد «إن» المخففة ، فارقة بين «إن» المذكورة و «إن» النافية.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٧ ، مغني اللبيب : ٣٠٦ ، الجنى الداني : ١٣٣ ـ ١٣٤ ، إرشاد الطالب النبيل : (٦٤ / أ).
(٥) في الأصل : وعلى. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٧.
(٦) قال ابن الحاجب في الأمالي النحوية (١ / ٦٢) : «إن هذان لساحران» وهي مشكلة ، وأظهرها أن يقال : «إن «هذا» مبني ، لأنه من أسماء الإشارة ، فجاء في الرفع والنصب والجر على حال