وإنّما قال : «موصول الأسماء» احترازا من موصول الحرف ، وهو «أنّ» ـ المفتوحة الهمزة المشدّدة النّون ـ ، و «أن» ـ بفتح الهمزة أيضا ، وتخفيف النّون ـ و «ما» المصدريّة ، و «كي» المصدريّة ، و «لو» المصدريّة ، و «الّذي» على وجه حكاه الفارسيّ (١) في الشّيرازيّات (٢) / ، نحو (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا)(٣) [العنكبوت : ٥١] أي : إنزالنا ، و (أَنْ تَصُومُوا)(٤) خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة : ١٨٤] أي : صومكم خير لكم ، (بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) [ص : ٢٦] أي : بنسيانهم إيّاه ، (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ) [الأحزاب : ٣٧] أي : لعدم كون على المؤمنين
__________________
انظر الإنصاف (مسألة : ٩٥) ، ٢ / ٦٦٩ ، الأزهية : ٢٩١ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٥٣ ـ ٢٥٥ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٩ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٧٠ ، شرح المرادي : ١ / ٢٠٦ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٨٣ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٦٢ ، نتائج الفكر للسهيلي : ١٧٧ ـ ١٧٨ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢١١ ـ ٢١٢ ، الأصول لابن السراج : ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٥ ، الهمع : ١ / ٢٨٣.
(١) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفارسي الفسوي ، أبو علي ، أحد الأئمة في علم العربية ولد في فسا سنة ٢٨٨ ه ، ودخل بغداد سنة ٣٠٧ ه وتجول في كثير من البلدان ، ثم عاد إلى فارس ، وصحب عضد الدولة بن بويه وعلمه النحو ، وصنف له كتاب الإيضاح في قواعد العربية ، ثم رحل إلى بغداد فأقام فيها إلى أن توفي سنة ٣٧٧ ه ، من آثاره : التكملة في التصريف ، الحجة في علل القراءات السبع ، المقصور والممدود ، العوامل المائة ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢١٧ ، معجم الأدباء : ٧ / ٢٣٢ ، الأعلام : ٢ / ١٧٩ ، إنباه الرواة : ١ / ٢٧٣ ، لسان الميزان : ٢ / ١٩٥ ، معجم المؤلفين : ٣ / ٢٠٠ ، طبقات القراء : ١ / ٢٠٦.
(٢) في الأصل : السيراجيات. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٠. قال الفارسي في المسائل الشيرازيات : الجزء الثامن (٩٥ / بـ ـ ٩٦ / أ ـ مخطوط) : ويجوز في قوله : (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) وجه آخر على ما يراه البغداديون أيضا ، وحكاه أبو الحسن عن يونس ، وهو أن يكون «الذي» مع ما بعده من الفعل ـ فيمن قدر «أحسن» فعلا ـ في تقدير المصدر كما يرى الجميع ذلك في «ما» في نحو قوله : («بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) أي : بكذبهم وهكذا قال البغداديون ـ أو من قال منهم ـ في قوله : «وخضتم كالذي خاضوا» أن المعنى : وخضتم كخوضهم.
وإلى ذلك ذهب الفراء ووافقه ابن مالك وهو اختيار ابن خروف ، وإليه ذهب ابن هشام.
انظر المسائل العضديات للفارسي : ٢٠٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٢٦٥ ، الهمع : ١ / ٢٨٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٠ ، المطالع السعيدة : ١٦٩ ، إرشاد الطالب النبيل (٦٧ / أ) ، أوضح المسالك : ٢٧.
(٣) في الأصل : نزلنا. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٠.
(٤) في الأصل : تصوا. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٠.