إلا أنّ حذفه مع الفعل أكثر من حذفه مع الوصف (١) ، ولم ينبّه النّاظم على ذلك لكن تقديم الفعل على الوصف يرشد إليه (٢).
واحترز بقوله : «متّصل» من المنفصل ، نحو «جاء الّذي إيّاه ضربت» ، فلا يجوز حذفه ، وبقوله : «إن انتصب بفعل أو وصف» من المنتصب بالحرف ، نحو «جاء الّذي إنّه قائم» ، فلا يجوز حذفه أيضا.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
كذاك حذف ما بوصف خفضا |
|
كأنت قاض بعد أمر من قضى |
يعني : أنّ حذف الضمير العائد من الصّلة إلى الموصول إذا كان مخفوضا بالوصف مثل الضمير المنصوب في جواز حذفه بكثرة (٣) ، فالإشارة بقوله : «كذاك» إلى حذف الضمير المنصوب المتقدّم ذكره.
ثمّ مثّل بقوله : «كأنت قاض» ، وأشار (به) (٤) إلى قوله عزوجل : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) [طه : ٧٢] ، أي : ما أنت قاضيه ، فحذف العائد / على «ما».
لكن يشترط في هذا الوصف أن يكون غير ماض خلافا للكسائيّ (٥) ،
__________________
(١) قال الشيخ خالد في التصريح (١ / ١٤٦) : «وحذف منصوب الفعل كثير ، لأن الأصل في العمل للفعل فكثر تصرفهم في معموله بالحذف ، وحذف منصوب الوصف قليل جدا بل قال الفارسي لا يكاد يسمع من العرب ، وقال ابن السراج : أجازوه على قبح ، وقال المبرد : رديء جدا». وانظر ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٥ ، شرح ابن الناظم : ٩٦ ـ ٩٧.
(٢) انظر شرح المكودي : ١ / ٦٩ ، وفي الأشموني (١ / ١٧١) : «ولعله إنما لم ينبه عليه للعلم بأصالة الفعل في ذلك وفرعية الوصف فيه مع إرشاده إلى ذلك بتقديم الفعل وتأخير الوصف».
(٣) وفي الهمع (١ / ٣١٠) : «وزعم ابن عصفور : أن حذفه ضعيف جدا. ورده أبو حيان بوروده في القرآن وبأنه منصوب في المعنى». وانظر شرح ابن عصفور : ١ / ١٨٤ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٥.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٧٠.
(٥) فإنه أجاز حذف العائد المجرور بإضافة وصف ماض غير عامل ، أو بإضافة غير وصف ، محتجا بقول الشاعر :
أعوذ بالله وآياته |
|
من باب من يغلق من خارج |
والتقدير : من باب من يغلق بابه ، فحذف الضمير المجرور بغير وصف ، وحذف معه المضاف إليه.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٦ ، الهمع : ١ / ٣١٠ ، الدرر اللوامع : ١ / ٦٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٣٥.