فقوله : «أل حرف تعريف» يفهم منه الأوّل والثّاني ، أي : هي حرف تعريف بجملتها مع كون الهمزة أصليّة أو زائدة.
وقوله : «أو اللام فقط» هذا هو القول الثّالث.
وأسقط مذهبا رابعا ، وهو أنّ المعرّف : الهمزة وحدها ، واللام زائدة للفرق / بينها (١) وبين همزة الاستفهام ، وهو قول المبرّد (٢). وقوله :
فنمط عرّفت قل فيه النّمط
أي : إذا أردت تعريف «نمط» (٣) أدخلت عليه «أل» فقلت : «النّمط» ،
__________________
(٢ / ٦٣) : «وزعم الخليل أن الألف واللام اللتين يعرفون بهما حرف واحد كـ «قد» وأن ليست واحدة منهما منفصلة من الأخرى كانفصال ألف الاستفهام في قوله : «أأريد» ، ولكن الألف كألف «أيم» في «أيم الله» وهي موصولة ، كما أن ألف «أيم» موصولة».
وانظر القول الأول من قولي سيبويه في التسهيل : ٤٢ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٨٤ ، شرح دحلان : ٣٧ ، أوضح المسالك : ٣٣ ، البهجة المرضية : ٣٧ ، جواهر الأدب : ٣٧٩ ، شرح المكودي : ١ / ٧٠ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٨.
أما القول الثاني من قولي سيبويه فظاهر كلامه المتقدم يدل على أن هذا القول ليس له ، وقد نسب في شرح الأشموني : ١ / ١٧٧ لبعض النحاة ، ونسب في اللسان (لوم) لابن السكيت ، وفي التصريح : ١ / ١٤٨ ، «ونقله بعضهم عن الأخفش» وممن نسب هذا القول لسيبويه الزمخشري في مفصله : ٣٢٦ ، وابن يعيش في شرحه : ٩ / ١٧ ، والعصام في شرح الفريد : ٤٩٧ ، وابن مالك في شرح الكافية : ١ / ٣١٩ ، والمرتضى في التاج : ٢ / ٥٣٨ ، والرضي في شرحه : ٢ / ١٣٠ ، والسيوطي في الهمع : ١ / ٢٧٢ ، ودحلان في شرحه : ٣٨ ، وفيه : نسبة هذا القول لسيبويه وبعض المتأخرين ، وقال : «ونقل عن سيبويه قول آخر موافق لقول الخليل».
وانظر البهجة المرضية : ٣٨ ، شرح المكودي : ١ / ٧١ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٨.
(١) في الأصل : بينهما. انظر التصريح : ١ / ١٤٨.
(٢) قال السيوطي في الأشباه والنظائر (٣ / ٥٦) : «ذكر المبرد في كتابه المسمى بالشافي : «أنّ حرف التعريف الهمزة المفتوحة وحدها ، وضم إليها اللام لئلا يشتبه التعريف بالاستفهام». انتهى.
وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٨ ، شرح الرضي : ٢ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، شرح الأشموني : ١ / ١٧٦ ـ ١٧٧ ، شرح دحلان : ٣٧.
وفي المقتضب قال المبرد (١ / ٨٣) : «ومن ألفات الوصل : الألف التي تلحق اللام للتعريف». وعلى هذا يكون مذهبه أقرب ما يكون إلى مذهب سيبويه المتقدم ، حيث جعل الألف للوصل.
(٣) في الأصل : بنمط. انظر شرح المكودي : ١ / ٧١.